أمرت ربيعة خاتون بنت أيّوب وأخت صلاح الدين ببناء هذه المدرسة في صالحيّة دمشق وأوقفتها على الحنابلة . كان ذلك بإيعاز من العالمة أمة اللطيف بنت الناصح (لنا عودة إلى مدرسة هذه الأخيرة) ولا تزال هذه المدرسة قائمة إلى اليوم كأحد أكبر الأوابد الدينيّة في الصالحيّة.
أعطى صلاح الدين يد أخته ربيعة خاتون إلى سعد الدين مسعود بن معين الدين أنر عام ١١٧٦ للميلاد ثمّ زوّجها للمرّة الثانية - بعد وفاة بعلها الأوّل - من الملك المعظّم مظفّر الدين كوكبوري صاحب إربيل وكان ذلك عام ١١٨٥-١١٨٦. عاشت ربيعة خاتون في إربيل أربعين عاماً حتّى وفاة كوكبوري عام ١٢٣٣ عندما عادت إلى دمشق لتقيم في دار العقيقي (دار أبيها نجم الدين أيّوب والمدرسة الظاهريّة لاحقاً) وتبني مدرستها في الصالحيّة.
توفّيت الصاحبة في كانون الثاني عام ١٢٤٥ قبل إنجاز المدرسة (حسب Herzfeld الذي أضاف أنّ البناء كان مستعملاً كمدرسة بنات عندما وصفه عام ١٩٤٦ ويظهر أنّها استمرّت في أداء هذه الوظيفة حتّى تسعينات القرن العشرين على الأقلّ عندما درسها Allen بالتفصيل) عن عمر يناهز الثمانين عاماً (ابن خلّكان الذي قال أنّها دفنت في مدرستها بيد أنّ ضريحها لا أثر له اليوم) وبالتالي لا بدّ أن يكون تاريخ ولادتها حوالي ١١٦٤ ونستخلص من هذا أنّها أصغر بكثير من أخيها صلاح الدين (١١٣٨-١١٩٣) وأختها ستّ الشام (وفيّات كانون ثاني ١٢٢٠).
أخيراً يخبرنا سبط ابن الجوزي أنّ المدرسة افتتحت عام ١٢٣٠-١٢٣١ (*) بدرس ألقاه الناصح الحنبلي.
للحديث بقيّة.
(*) قمت بهدف التبسيط بتحويل جميع التواريخ الهجريّة إلى ميلاديّة.
No comments:
Post a Comment