كتب ابن جمعة المقّار في "الباشات والقضاة" كما حقّقه صلاح الدين المنجّد ما يلي:
وفي سنة ثمان وتسعين وتسعماية (الموافق تشرين ثاني ١٥٨٩ - تشرين أوّل ١٥٩٠) تولّى دمشق الوزير الأعظم سنان باشا (*) أقام قليلاً وعزل وتولّى مكانه حسن باشا المرّة الرابعة وكان القاضي بها محمّد أفندي ابن حسن كتخدا.
(*) تصحيح المنجّد: في الأصل أخو سنان باشا.
وفي سنة تسع وتسعين وتسعماية ( تشرين أوّل ١٥٩٠ - تشرين أوّل ١٥٩١).....وفي هذه السنة كان إتمام عمارة جامع السنانيّة الذي ليس له نظير في جميع البلاد وهو من محاسن دمشق وكان القاضي في دمشق فيض الله أفندي.
وكان سنان باشا المذكور رحمه الله تعالى وأسكنه أعلى الجنان عارفاً عاقلاً كاملاً عادلاً يحبّ الرعيّة والفقراء والمساكين والأولياء والمجاذيب وله خيرات كثيرة في غالب البلدان.
ولمّا توفّي رحمه الله تعالى أرسلوا مخلّفاته إلى الدولة العليّة فوجدوها لها قيمة وهي..
يلي ذلك صفحتان ونصف عدّد فيهما ابن جمعة الكنوز التي تركها سنان باشا من الذهب والفضّة والجواهر والحلي والنقد السائل و"ثمانية آلاف جمل وألفا بغل وتسعماية فرس وحصان لركوبه خاصّ بجلالات حرير....أشياء كثيرة لا يمكن حصرها فسبحان المعطي الوهّاب جلّ جلاله وتقدّست أسماؤه ولا إله غيره".
يحقّ للقارىء التساؤل - كما فعلت أنا - عمّا إذا كانت كنوز والي دمشق سنان باشا "الكامل العادل محبّ الفقراء والمساكين" من فضل "المعطي الوهّاب" أم أنّ مصدرها بالأحرى الابتزاز والسلب والنهب والاختلاس.
بغضّ النظر عن هذه الاعتبارات ترك لنا هذا الوزير الأعظم أحد أجمل وأكبر جوامع دمشق وكانت أوقاف هذا الجامع هي الثانية أهميّةً بعد الأموي (دراسة Jean-Paul Pascual كما نشرها المعهد الفرنسي في دمشق). مزيد من التفاصيل عن الجامع في الروابط الملحقة.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
صلاح الدين المنجّد. ولاة دمشق في العهد العثماني
دمشق في نهاية القرن التاسع عشر من خلال ثلاث وقفيّات عثمانيّة
ولاة دمشق من القرن الثالث عشر إلى القرن الثامن عشر
Henri Laoust. Les gouverneurs de Damas sous les mamlouks et les premiers ottomans. Insitut français de Damas 1982 (P. 191).
No comments:
Post a Comment