مدرسة عثمانيّة تقع في زقاق بين البحرتين المؤدّي من الحريقة إلى البزوريّة. النسبة لعبد الله باشا العظم (آخر ولاة دمشق من هذه الأسرة) الذي تولّى دمشق ثلاث مرّات بين ١٧٩٥ و ١٨٠٧ ولكن الفضل في البناء الأصلي يعود إلى أبيه محمّد باشا العظم (والي دمشق مرّتين بين ١٧٧١ و ١٧٨٣) الذي نعدّ من جملة مآثره بناء القسم الغربي من سوق الحميديّة تحت اسم السوق الجديد علاوة على داره الباذخة التي ذهبت ضحيّة لقصف سيدي عامود عام ١٩٢٥.
لهذه المدرسة ذكر خاصّ في "خزائن الكتب" للراحل حبيب الزيّات كثاني أهمّ مصادر المكتبة الظاهريّة (بعد العمريّة) إذ نقل من أسفارها ٤٥٨ مجلّداً لهذه الأخيرة.
أوّل من وصفها من الناحية العماريّة والفنّية - ولو بإيجاز - المستشرقان الألمانيّان Wulzinger & Watzinger كصحن محاط بالأروقة التي تتوضّع الحجرات خلفها في الطابق الأرضي ولها أيضاً طابقان علويّان الأخير منهما خشبيّ. للمدرسة مسجد له محراب ومنبر مع كسوة قاشانيّة على الجدران. ألحق مع المنشور مخطّط المدرسة حسب العالمين ولكن ما أثار انتباهي خصوصاً في وصفهما ذكر لوحة مائيّة صغيرة لهذه المدرسة أبعادها ٢٠ x ٣٠ عشير المتر بريشة الفنّان الألماني Gustav Bauernfeind ١٨٤٨-١٩٠٤ كانت وقتها (أي لدى صدور دراسة W & W عام ١٩٢٤) معروضة في جامعة Universität Würzburg تحت رقم ٦٠١. مع الأسف فشلت جهودي في العثور على صورة لهذه اللوحة التاريخيّة.
بلغ عدد حجراتها عام ١٣٢٨ (١٩١٠ للميلاد) خمس وعشرون أمّا عدد الطلّاب فلم يتجاوز آنذاك الثمانية.
أضاف العلبي أنّ الشيخ عبد القادر بدران أقام فيها قرابة خمسين عاماً أمضى معظمها في التدريس وأنّ المنيّة وافته فيها كما ذكر - نقلاً عن فريد جحا والحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة) أنّ طلّاب مكتب عنبر كانوا يتلقّون دروس العربيّة فيها على يد بدران والقاسمي وغيرهم والسبب أنّ أساتذة مكتب عنبر لم يحسنوا تدريس العربيّة.
أخيراً - لا يزال الكلام للعلبي عام ١٩٨٩ - "المدرسة اليوم ما تزال على حالتها استأجرها أو اختلسها أحد تجّار الآثار ليبيع فيها الصناعات اليدويّة المحليّة للزوّار والسائحين".
الصورة الملوّنة عن الأستاذة رشا طيّارة مع خالص الشكر.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
حبيب الزيّات. خزائن الكتب في دمشق وضواحيها ١٩٠٢
فريد جحا. مكتب عنبر. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥
الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.
No comments:
Post a Comment