Sunday, May 23, 2021

كامل كيلاني ودار المعارف بمصر


ترك لنا الأديب المصري الراحل كامل كيلاني (١٨٩٧-١٩٥٩) تراثاً غنيّاً من المؤلّفات القيّمة أهمّها إطلاقاً مكتبة كامل كيلاني للأطفال من منشورات دار المعارف بمصر في عهدها الذهبي. لا مبالغة في القول أنّ هذه المكتبة الغنيّة ختمت بطابعها أجيالاً من الشبيبة في البلاد الناطقة بالعربيّة عبر مجموعة من القصص المبسّطة والملخّصة والمعاد صياغتها بلغة عربيّة سليمة وأسلوب رائع تتخلّله الرسوم الشائقة. 


صنّف كيلاني هذه الروايات تحت عدّة أبواب منها مختارات من ألف ليلة (مثلاً أبو صير وأبو قير والملك عجيب وخسروشاه) وقصص فكاهيّة (حذاء الطنبوري والعرندس) وقصص عربيّة (حيّ بن يقظان وابن جبير) وقصص علميّة (النحلة العاملة وأسرة السناجيب وأصدقاء الربيع والعنكب الحزين) وأساطير العالم (الملك ميداس) وقصص هنديّة (في غابة الشياطين وخاتم الذكرى) وأشهر القصص (جلڤر وروبنسون كروزو) وقصص من شكسپير (يوليوس قيصر والعاصفة والملك لير) وما هذه الأمثلة إلّا غيض من فيض. 


تعرّفت للمرّة الأولى على الكثير من عيون الأدب العالمي بفضل كامل كيلاني ومن أجمل ما قرأت له (وليس الاختيار بالسهل فكلّ ما حرّره جميل) أربعة كتب تلخّص رحلات جلڤر Gulliver للكاتب الإنجليزي - الإيرلندي الشهير Jonathan Swift. 


هذه الكتب هي الآتية:


١. جلڤر في بلاد الأقزام. 

٢. جلڤر في بلاد العمالقة. 

٣. جلڤر في الجزيرة الطيّارة. 

٤. جلڤر في جزيرة الجياد الناطقة. 


استهلّ كيلاني المجموعة بالأبيات الشعريّة الآتية (أعتقد أنّها عن المعرّي):


زعموا أناساً كالمآذن طولهم           ومعاشراً قاماتهم أشبار

إن يصغروا أو يكبروا فبقدرة             ولربّنا الإعجاز والإكبار

يستصغر الحيّ الحقير وتحته           أمم توهّم أنّه جبّار


القصص رمزيّة إلى درجة كبيرة تعتمد الأسطورة كأسلوب للهجاء السياسي وينتهي المطاف بالبطل - بعد زيارته لجزيرة الجياد الناطقة - إلى كره وازدراء الجنس البشري الذي قارن بين وضاعته وجشعه وقذارته ممثّلة في الياهو Yahoo (مصطلح لا يزال مستعملاً إلى اليوم) وبين نبل الخيول وجلالها. 


كلّفني اقتناء بعض من هذه الكتب الجميلة شطراً لا بأس به من "الخرجيّة" في ستّينات القرن الماضي أمّا اليوم فجميعها متوافرة بالمجّان للتحميل ويبقى جزيل الفضل والاحترام والشكر  للأستاذ كامل كيلاني ودار المعارف بمصر ودورهما في تحبيب القراءة للأطفال. 



No comments:

Post a Comment