Saturday, August 31, 2019

أقدم خرائط الجامع الأموي


لا تقتصر الخريطة الملحقة على جامع الوليد الذي شغل موقع معبد المشتري الداخلي (temenos) الروماني القديم وإنّما أيضاً محيطه الموافق للمعبد الخارجي (peribolos) وهي على حدّ علمي الوحيدة من القرن الثامن عشر ومأخوذة من كتاب الأسقف العالم والرحّالة Richard Pococke بعنوان A Description of the East الصادر عام ١٧٤٣. 

مخطّط الجامع صحيح إلى درجة كبيرة وهذا أمر لا يستهان به البتّة في وقت حرّم فيه دخول دور العبادة الإسلاميّة على غير المسلمين. يشغل حرم الصلاة بممرّاته nave الثلاثة جنوب الجامع ويحيط بالصحن أروقة معمّدة من الشمال والشرق والغرب. هناك أخطاء فادحة في تسمية الأبنية التي تشغل المعبد الخارجي وأعتقد هنا أنّ خيال الكاتب لعب دوراً كبيراً في هذا المجال ومع ذلك أقوم هنا بنقل ما كتبه دون تعديل (باستثناء تسمية ما أغفل Pococke تسميته) للبيان والتاريخ ليس إلّا. للإنصاف يعترف المؤلّف بأنّه لجأ للتخمين والتأويل نظراً لعدم توافر أي خريطة مرجعيّة في حينه. 

الجامع (المعبد الداخلي):

A المجاز المعترض.
B الميضأة. 
C قبّة الساعات.
D قبّة الخزنة (أسماها الكاتب baptistry أي الموضع الذي يجري فيه التعميد).
E عمودان للإنارة.

نأتي الآن إلى محيط الجامع (المعبد الخارجي):

H بوّابة المعبد الخارجي الغربيّة west propylaeum.
I قصر البطريرك.
K مدرسة لاهوتيّة أو إكليركيّة seminary. 
L مقرّ للقساوسة canons.
M مقرّ آخر للكهنة priests. 
N مقرّ للشمامسة deacons. 
o باب جيرون.
P النوفرة. 

هناك رسم للأموي يتزامن تقريباً مع خريطة Pococke وليس هناك ما يشير لكون هذا الأخير مطّلعاً عليه. الكلام هنا عن  الروسي Vasilief Gregorovitch Barsky الذي مارس الترحال في الديار المقدّسة بين الأعوام ١٧٢٨ و ١٧٤٧وترك لنا هذا الأثر الثمين الذي نقله عنه العلّامة الفرنسي René Dussaud في مقال كلاسيكي عن معبد المشتري والجامع الأموي يعود لعام ١٩٢٢. 

الأموي حسب بارسكي


أخيراً أقدم لوحة يظهر فيه الجامع تعود لمطلع القرن السادس عشر وآخر عهد المماليك والفضل في وصفها لأوّل مرّة يعود للمستشرق الفرنسي الشهير Jean Sauvaget ولكنّها تصوّر دمشق من منظور معيّن يظهر فيه الجامع ومآذنه مع قبّة النسر ضمن مشهد عامّ لا يشغل فيه الأموي مكان الصدارة. 













Friday, August 30, 2019

وصف الشرق: دمشق قبيل منتصف القرن الثامن عشر


ندين للعالم والرحّالة والأسقف الإنجليزي Richard Pococke (١٧٠٤-١٧٦٥) بكتاب ضخم بعنوان "وصف الشرق" يقسم إلى مجلّدين الأوّل مخصّص لمصر والثاني -الأكبر- يقسم بدوره إلى جزئين أوّلهما يتحدّث عن فلسطين وسوريا وقبرص وكريت والثاني عن آسيا الصغرى واليونان وبعض البلدان الأوروبيّة. الأسطر التالية مكرّسة لاستعراض سريع للجزء الأوّل من المجلّد الثاني مع تركيز على دمشق وروابط المجلّدين موجودة أدناه لمن يريد التوسّع ولديه إلمام معقول باللغة الإنجليزيّة المكتوبة كما كانت في القرن الثامن عشر.

زار المؤلّف الشرق الأدنى بين الأعوام ١٧٣٧-١٧٤٢ أمّا عن الساحل السوري فقد وصله قادماً من دمياط في مصر إلى يافا عن طريق البحر في العاشر من آذار عام ١٧٣٨ ومن الطبيعي أن تستأثر فلسطين باهتمام خاصّ من قبله نظراً لأهميّتها الدينيّة للمسيحييّن وهناك أيضاً وصف مفصّل إلى درجة لا بأس بها للبنان ولكن لنقفز مباشرة إلى دمشق بيت القصيد. 

أقام الكاتب في دير إسباني لرهبان القبر المقدّس (Holy Sepulchre) وحاول خلال هذه الإقامة جهده لإعطاء فكرة عن تاريخ المدينة (المتأثّر حتماً بروايات الكتاب المقدذس) وطبوغرافيّتها وأهمّ معالمها وسكّانها. 

يشتقّ اسم المدينة من إليعازار الدمشقي (تكوين) وهو الخادم الذي أهداه النمرود لإبراهيم وهو ابن النمرود حسب الترجمة الآراميّة للعهد القديم أمّا المؤرّخ اليهودي الكلاسيكي Josephus (قرن أوّل ميلادي) فيرجع دمشق لعوص بن آرام بن سام بن نوح. هزم الملك داود الآرامييّن وفتح دمشق ولكنّها تمرّدت بقيادة حزيون (قرن عاشر قبل الميلاد) على سليمان وبالنتيجة برزت كقوّة منافسة لإسرائيل إلى حين سقوطها بيد الآشورييّن على يد تغلّات فلاصر الثالث. قصّة فرار القدّيس بولس من دمشق (بمساعدة البوّاب الحارس القدّيس جورج) وتعميده فيها مذكورة بالطبع مع محاولة لتقصّي خطاه في بيت يهوذا في الشارع المستقيم حيث يوجد مسجد مع ضريح القدّيس حنانيا. 

أطلق Pococke على الباب الشرقي تسمية "باب القدّيس بولس" ويصف هذا الباب فيقول أنّ فتحتيه الشماليّة والوسطى سالكتان بينما الجنوبيّة مغلقة أمّا عن السور فكان مزدوجاً في مواقع معيّنة يتقدّمه الفصيل (أي سور خارجي منخفض يفصله الخندق عن السور الأساسي). يأخذنا الرحّالة بعد ذلك في جولة عبر أسواق المدينة وأزقّتها مع التعرّض لمقاهيها وبيوتها وبساتينها (لا يفوته ذكر المشمش وقمر الدين) وبعض القرى المحيطة بها ومياهها ويضيف أنّ الشوام يشربون من الينابيع وليس من ماء بردى وفروعه. 

للأموي مقال خاصّ وليس هو الجامع الوحيد المذكور إذ هناك وصف سريع لجامع ومئذنة سنان باشا و"جامع ظاهر" (أي ضريح ومدرسة الظاهر بيبرس). هناك مشفى للجذام (لا مناص هنا من ذكر بيت النعمان المشهور في العهد القديم) أمّا عن التكيّة السليمانيّة فهي "أفضل مشفى في دمشق".   

بعد استعراض سريع لمراكز القوى (الباشا والعسكر من المغاربة والإنكشاريّة والكابي قول) ينتقل المؤلّف إلى مسيحيّي دمشق فيقدّر عددهم بعشرين ألفاً ثمّ يوزّعهم حسب الطائفة وينبّه القارىء أنّهم "ذوي طباع سيّئة كالأتراك". الدمشقيّون عموماً كسالى ومدمنون على الملذّات. الدمشقيّ وسيم في صغره ولكنّ الحرارة وارتياد المواخير وإطلاق اللحية تجتمع فتؤدّي إلى زوال هذه الملاحة بعد البلوغ. قيل للمؤلّف أنّ نساء دمشق هنّ الأجمل في العالم وعلى ما يبدوا لم يتح له التحقّق من ذلك في مدينة شديدة المحافظة تغلق أبواب حريمها عن العالم الخارجي.  






Wednesday, August 28, 2019

سبيل عبد الله باشا العظم


هذه الصورة التاريخيّة لسبيل عبد الله باشا المندثر مأخوة من كتاب "آثار قديمة من سوريا وفلسطين وغرب عربستان" (للمؤلّف الألماني Theodor Wiegand تحت رعاية أحمد جمال باشا إصدار ١٩١٨). ويقول العالم الألماني عن هذا البناء الجميل ما يلي (تعريبي عن ترجمة Google الإنجليزيّة للأصل الألماني وكما هي العادة ألحق النصّين الألماني والتركي لمن هو ملمّ بهاتين اللغتين):


تدين دمشق بسمعتها لدى العرب كجنّة إلى وفرة مياهها ومنه كثافة بساتينها مقارنة مع القدس وحلب. البيوت مزوّدة بالمياه وهناك العديد من السبل في الطرقات وكلّها منشئات دينيّة في سبيل الله نرى أحدها في صورة هذا السبيل الذي بني قبل حوالي مائة عام. تنمّ عمارة هذا السبيل -شأنها في ذلك شأن البيت- بأعمدته الدقيقة وزخرفة أقواسه على تأثير الروكوكو الفرنسي وتكمل الزينة تفاصيل مرخّمة ونقوش كتابيّة مذهّبة. 


Tuesday, August 27, 2019

دخول الروكوكو إلى البيوت الدمشقيّة


تحمل الصورة الأولى للّوحة ٥٤ في كتاب "آثار قديمة من سوريا وفلسطين وغرب عربستان" (للمؤلّف الألماني Theodor Wiegand تحت رعاية أحمد جمال باشا إصدار ١٩١٨) عنوان "بيت في حيّ باب توما" عن الدكتور Wulzinger دون ذكر اسم هذا البيت (مقرّ القنصليّة الإسبانيّة أو التاج الإسباني بيت متري أفندي شلهوب مع جزيل الشكر للأستاذ عماد الأرمشي) ومع ذلك يعطينا النصّ الملحق بعض التفاصيل المثيرة للاهتمام:



تعود زينة هذا البيت الجميل إلى عهد أحدث بقليل من بيت Lütticke ويظهر النحت الجصّي بوضوح تأثير الروكوكو الفرنسي ومن المعروف أنّ هذا الطراز من الفنّ دخل إلى القسطنطينيّة عن طريق السفراء الفرنسييّن وأصبح نموذجاً محبّباً هناك كما في البيت مقابل السرايا القديمة على سبيل المثال. انتقل الروكوكو من العاصمة إلى سائر أرجاء الإمبراطوريّة ويمكن تقصّيه أيضاً في إيران والهند. نتج عن هذا الزيّ أعمال خلّابة للغاية ويبقى دخوله مع ذلك مدعاة للأسف الشديد لما سبّبه من تعطيل في استمراريّة التقاليد المحليّة القديمة التي انقرضت بالكليّة في بعض الحالات نتيجة لإغراق حرف الفنّ الأصيل بالمؤثّرات الدخيلة.   



Monday, August 26, 2019

بيت محمّد باشا العظم



هدم هذا البيت الجميل بعد قصف حيّ سيدي عامود عام ١٩٢٥ أمّا عن الصورة أعلاه فهي مأخوذة من كتاب  "آثار قديمة من سوريا وفلسطين وغرب عربستان" للمؤلّف الألماني Theodor Wiegand تحت رعاية أحمد جمال باشا إصدار ١٩١٨ (الرابط أدناه). فيما يلي تعريب تقريبي لوصف اللقطة يعتمد على ترجمة Google الإنجليزيّة للأصل الألماني:




الصورة لبيت خاصّ كان سابقاً مقرّاً للقنصليّة الألمانيّة. 

ينمّ بهاء عدد كبير من البيوت الخاصّة في دمشق خلال القرنين الأخيرين على الثروة الناتجة عن تجارة المدينة. نظام البيت يتبع الشكل الآتي: يدخل الزائر إلى صحن البيت من خلال دهليز متعرّج يحجب داخل الدار عن عيون الناظرين من الشارع. تزيّن الصحن نباتات وأشجار فواكه وأزهار وفيه ممرّات مبلّطة برخام فسيفسائيّ الشكل. يتوسّط هذا الصحن حوض من الماء وتسمح وفرة مياه المدينة بتزويد كافّة هذه البيوت. جدران الصحن مشغولة بالحجر المرصّع بالزخارف وتتناوب الألوان في المداميك كما في العمائر المملوكيّة. يشغل الليوان خلفيّة أحد جدران الصحن وهو غرفة عالية السقف مفتوحة تتوزّع الأرائك على جوانبها ونرى في حيطانها محاريب. تزيّن الجدران زخارف غنيّة من الرخام والبلاط الملوّن والنوافذ المزجّجة والمطليّة أمّا السقف فهو غالباً مشغول من الخشب المنحوت والمذهّب. اللقطة لليوان البيت السابق للقنصل الألماني  Lütticke.




Sunday, August 25, 2019

التكيّة السليمانيّة


الصورة مأخوذة من كتاب  "آثار قديمة من سوريا وفلسطين وغرب عربستان" للمؤلّف الألماني Theodor Wiegand تحت رعاية أحمد جمال باشا عام ١٩١٨ (الرابط أدناه). فيما يلي تعريب تقريبي يعتمد على ترجمة Google الإنجليزيّة للنصّ الألماني المتعلّق بها دون تصحيح الأخطاء (وهي هنا بالتأكيد موجودة على الأقلّ بالنسبة لهويّة السلطان باني التكيّة): 


التكيّة على بردى:

كانت التكيّة مركز تجمّع لكثير من قوافل مكّة قبل شقّ الخطّ الحديدي الحجازي ولا تزال حشود الحجّاج تقصد هذا المكان حتّى اليوم. بنى السلطان سليم الأوّل جامع التكيّة بعد فترة قصيرة من أخذه لدمشق عام ٩٢٢ (الموافق ١٥١٦ للميلاد) بهدف تأمين مأوى للحجيج. تبع البناء النماذج العماريّة لبروسا (بورصة) وأدرنة شأنه في ذلك شأن عمائر حلب والقاهرة العثمانيّة. للتكيّة صحن أشبه ما يكون بالحديقة يتوسّطه حوض مائيّ وتحيطه أروقة وغرف للمعيشة ذات نوافذ جميلة. يتواجد الجامع جنوب المجمّع وهو بناء مقبّب على غرار مساجد اسطنبول ويلحق به مئذنتان تركيّتان رشيقتان وأمامه رواق محمول على أعمدة. ترك العثمانيّون طابعهم المميّز في أبنية دمشق بعد فتحها كما فعلوا في حلب والقاهرة.   




Saturday, August 24, 2019

المكتبة الظاهريّة


لفت نظري في النصّ المتعلّق بهذه الصورة أنّ المؤلّف اعتمد على فسيقساء المكتبة-المدرسة الظاهريّة لإعطاء فكرة عن فسيفساء الجامع الأموي "المفقودة". لا غرابة في ذلك إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ كشف فسفساء الأموي جرى في أواخر عشرينات القرن الماضي تحت الانتداب الفرنسي أي بعد انصرام عقد من الزمن على نشر كتاب "آثار قديمة من سوريا وفلسطين وغرب عربستان" للمؤلّف الألماني Theodor Wiegand تحت رعاية أحمد جمال باشا عام ١٩١٨ (الرابط أدناه). فيما يلي تعريب تقريبي يعتمد على ترجمة Google الإنجليزيّة للأصل الألماني:




مكتبة السلطان بيبرس عن الدكتور Wulzinger.

يقع بناء المدرسة الضخم في شارع ضيّق شمال الجامع الكبير. بنى بيبرس هذه المدرسة عام ٦٧٦ للهجرة (الموافق ١٢٧٧-١٢٧٨ للميلاد). تقودنا بوّابة شاهقة تعلوها قبوة غنيّة بالزخارف إلى صحن محاط برواق معمّد تطوّقه غرف تشكّل حاليّاً مقرّ المكتبة. يغطّي الرخام والرخام السمّاقي جدران الغرف في أشكال هندسيّة حتّى ارتفاع النوافذ ويليه إفريز من الفسيفساء الزجاجيّة على خلفيّة مذهّبة نرى عليها نماذج متكرّرة من المناظر الطبيعيّة والعماريّة. كان هذا الطراز الفنّي رائجاً في دمشق (والقدس) منذ بناء الجامع الأموي وكثيراً ما جرت ممارسته في العهود اللاحقة. تعطينا فسيفساء مكتبة بيبرس اليوم فكرة عن فسيفساء الأموي القديمة المفقودة.







Friday, August 23, 2019

التربة التكريتيّة في الصالحيّة


تعكس ترجمة النصّ التالي معلومات العقد الثاني من القرن العشرين كما وردت في كتاب "آثار قديمة من سوريا وفلسطين وغرب عربستان" للمؤلّف الألماني Theodor Wiegand تحت رعاية أحمد جمال باشا. سأقتصر على تعريب ما ذكره الكاتب -من الواضح أنّ معلوماته عن التربة محدودة فهو يجهل هويّة التكريتي ويوحي كلامه بأنّ البناء أيّوبي بينما هو في الواقع مملوكي- ويمكن للمهتمّين استشارة الروابط الملحقة لمزيد من التفاصيل. 



اللوحة ٥٢ لضريح في الصالحيّة عن الأستاذ Ernst Herzfeld

تقع ضاحية الصالحيّة شمال دمشق وتشرف على المدينة وبساتينها ونرى فيها أضرحة سلاطين على غرار القاهرة وحلب. تعود معظم هذه الترب للعصر الأيّوبي وتتكوّن من أبنية صغيرة مقبّبة تحتوي غالباً على غرفة مخصّصة للصلاة. تكسوا البناء من الخارج أحجار منحوتة بعناية بينما تزيّن الداخل وخصوصاً القباب زخارف جصيّة. المبنى الظاهر في الصورة هو الأغنى من نوعه إذ نشاهد هذه الزخارف حول الأبواب والشبابيك وقاعة الصلاة مع شريط عريض من النقوش الكتابيّة الكوفيّة على طول جدران الغرفة بينما تزيّن أضلاع القبوة زخارف مقولبة. يذكّرنا هذا النموذج من الزخرفة بالأبنية العراقيّة والإيرانيّة وهو ليس الوحيد في دمشق -على ندرته- ولكنّه غائب تماماً في حلب. مع الأسف ليست النقوش الكتابيّة العديدة بمعاصرة للبناء وليس في أيّ منها معلومات عن الباني أو السيّد.    








Gérard Degeorge: Damas des Origines aux Mamluks, l'Harmattan 1997. 

Wednesday, August 21, 2019

حرم الجامع الأموي


نأتي الآن إلى اللوحة ٥١ في الكتاب الألماني-التركي الصادر عام ١٩١٨ بعنوان "آثار قديمة من سوريا وفلسطين وغرب عربستان" لمؤلّفه Theodor Wiegand تحت رعاية أحمد جمال باشا. فيما يلي تعريب للنصّ الأصلي المتعلّق توخّيت قيها الأمانة (ضمن حدود الإمكان نظراً لكوني اضطررت إلى الاعتماد على ترجمة Google الإنجليزيّة للأصل الألماني) دون أدنى محاولة لتصحيح الأخطاء في حال وجودها:

بقيت كنيسة يوحنّا المعمدان ملكاً للمسيحييّن بعيد الفتح المحمّدي كما ذكرت آنفاً بينما بنى المسلمون أوّل مسجد لهم قرب باب جيرون. فاوض معاوية المسيحييّن في محاولة فاشلة لإقناعهم بالتخلّي عن الكنيسة وبالمقابل أخلاهم الوليد بن عبد الملك منها وأزال موضع الجوقة وقام بهدم المسجد الأوّل (أي مسجد الصحابة) ليبني الجامع ويوسّعه. كان الخليفة يهدف إلى إعطاء عاصمته جامعاً يليق بمكانتها ويريد في نفس الوقت تحويل الحجّاج عن مكّة والمدينة والقدس وهكذا تمّ بناء الجامع بممرّاته الثلاث ومجازه المعترض أمّا عن القبّة فمن الممكن أنّها لم تكن موجودة في الأصل. زيّن الصحن والداخل بالفسيفساء المذهّبة التي نجت بقايا منها حتّى الحريق الأخير (أي عام ١٨٩٣). أقيم بناء جديد بعد الحريق على الخطوط العريضة للقديم وبالنسبة لضريح يوحنّا المعمدان الذي كان موجوداً في الكاتدرائيّة المسيحيّة فهو لا يزال قائماً حتّى اليوم تحت قبّة خاصّة به كمزار ديني.   


Tuesday, August 20, 2019

صحن الجامع الأموي


تحمل الصورة الملحقة رقم ٥٠ في كتاب "آثار قديمة من سوريا وفلسطين وغرب عربستان" الصادر عام ١٩١٨ لمؤلّفه العالم الألماني Theodor Wiegand تحت رعاية أحمد جمال باشا. فيما يلي تعريب للنصّ المتعلّق بالصورة:

دمشق. صحن الجامع الأموي عن الدكتور Karl Wulzinger

لم يبق من بناء الجامع الأموي الأصلي شيئ يذكر. استلزمت حرائق متكرّرة عبر القرون إعادة البناء عدّة مرّات وكان آخر هذه الكوارث حريق عام ١٣١١ (الموافق ١٨٩٣ للميلاد) وبالتالي استبدلت العناصر القديمة تدريجيّاً بعناصر مستحدثة ومع ذلك احتفظ الجامع بهيئته العامّة. يقع حرم الصلاة جنوب الصحن وتحيط هذا الأخير من جوانبه الثلاث المتبقّية أروقة معمّدة عالية وواسعة الامتداد. تعلوا أقواس مدبّبة دعائم pillars رباعيّة الوجوه ونرى زوجاً من النوافذ في أعلى القوس. تفصل النوافذ بعضها عن البعض الآخر أعمدة صغيرة وهذا التشكيل قديم.  تذكّرنا هندسة الأبهاء بالنماذج البيزنطيّة إذ تلألأت هذه القاعات في الأصل بالفسيفساء الزجاجيّة الرائعة على خلفيّة مذهّبة صمّمها المعلّمون البيزنطيّون وتصوّر هذه الفسيفساء مناظر طبيعيّةً وأبنية وزخارف متكرّرة. ما بقي من هذه الزينة أقلّ القليل وحتّى هذا لربّما يعود لإضافات لاحقة. استعيض عن الفسيفساء  التالفة في العهد المملوكي بترصيعات رخاميّة وسمّاقيّة متنوّعة وبالنتيجة تآكلت هذه الأخيرة وتمّ اللجوء للطلاء والجصّ لتزيين الأعمدة والجدران المعاصرة.   



Monday, August 19, 2019

بوّابة معبد المشتري الخارجيّة الغربيّة


صورة من مطلع القرن العشرين مأخوذة من كتاب أحمد جمال باشا و Theodor Wiegand الصادر عام ١٩١٨ وفيما يلي تعريب تقريبي للنصّ المتعلّق في نفس المرجع:

الجامع الأموي في دمشق. لقطة من الغرب إلى الشرق لبوّابة المعبد الروماني مع الرواق البيزنطي

الأموي أحد أشهر وأكبر جوامع العالم الإسلامي ويقع في موضع شغله قديماً معبد روماني. أهمّ بقايا هذا المعبد بوّابته الغربيّة التي تقود إلى الحرم المحاط بالأبهاء. تكافىء عمارة المعبد من ناحية الطراز والروعة والأبعاد معابد بعلبك وتدمر ذات الشهرة العالميّة. يعود الهيكل للقرن الثاني للميلاد الذي شهد ذروة النشاط العمراني الروماني في سوريا. تتألّف البوّابة من أعمدة تقلّ المسافة بين الزوج الوسطي منها عن المسافة التي تفصل الأعمدة الجانبيّة ويدلّ السطح المعمّد entablature والجملون pediment فوقه على وجود بناء خلف البوابة في الماضي. جرى كشف البوّابة بالكامل وترميمها عام ١٩١٧ بناءً على أوامر صاحب السعادة جمال باشا. الجدار الغربي للحرم أيضاً من بقايا المعبد القديم وهو سابق للعصر الروماني. اكتشف الكثير من دعامات pillars الأروقة في الأسواق حول الجامع وتعود البوّابة الجنوبيّة المتواجدة في موقع المحراب والمرئيّة من السوق جنوب الجامع أيضاً للعهد الروماني. شغلت كنيسة يوحنّا المعمدان المكان عندما جرى فتح المدينة من قبل المحمّدييّن في رجب عام ١٤ (آب ٦٣٥ للميلاد) ثمّ ذي القعدة عام ١٥ (كانون أوّل ٦٣٦) وضمنت معاهدة الاستسلام للمسيحييّن ملء الحقّ في ممارسة شعائرهم الدينيّة في دار العبادة القديم شأنهم في ذلك شأن جميع المدن تقريباً وتعود بقايا الرواق المعمّد خلف البوّابة الرومانيّة للعهد المسيحي. التقطت الصورة مباشرة بعد حريق ١٣١٠-١٣١١ (الموافق ١٨٩٣ للميلاد). يتألّف حرم الصلاة من ثلاث ممرّات الوسطي منها هو الأكثر عرضاً وتفصل هذه الممرّات بعضها عن بعض صفوف من الأعمدة ويتميّز الجامع بمجازه المعترض الذي تعلوه قبّة محمولة على أقواس فوق المحراب وتشير الدلائل على استعمال بقايا لا بأس بها من الكنيسة القديمة في بناء الجامع.    


Sunday, August 18, 2019

أبراج قلعة دمشق الجنوبيّة


الصورة مأخوذة من الشمال إلى الجنوب. فيما يلي محاولة لتعريب ما ورد عن هذه اللقطة في كتاب جمال باشا و Theodor Wiegand "آثار قديمة من سوريا وفلسطين وغرب عربستان"



نرى أدناه أبراج القلعة الجنوبيّة من الداخل والصورة للأستاذ Ernst Herzfeld. تقع قلعة دمشق الضخمة كأسوار المدينة في موقع شغلته قبلها منشآت أقدم وبناها بين الأعوام ٦٠٥-٦١٠ (١٢٠٨-١٢١٣) الملك العادل سيف الدين أخو صلاح الدين الذي دعاه الصليبيّون صفّادين. أجرى السلطان بيبرس والسلطان قلاوون ترميمات واسعة المدى في القلعة بعد اجتياح هولاكو عام ٦٥٩ (١٢٦٠ للميلاد) ومن بعدهما قانصوه الغوري استعداداً لمواجهة العثمانييّن ولكنّ التحصينات لم تكن ندّاً لمدافع سليم الأوّل وسقطت دمشق شأنها في ذلك شأن حلب عام ٩٢٢ (١٥١٦ للميلاد). تكمن أهميّة القلعة العماريّة في كونها على مستوى الأرض خلافاً لجميع القلاع تقريباً والتي بنيت على مرتفعات طبيعيّة وبالتالي فقلعة دمشق تعطينا صورة واضحة عن أساليب الدفاع والتحصين عندما لا يتقيّد البنّاء بالحدود التي تفرضها عليه عشوائيّة تضاريس الأرض. 





Saturday, August 17, 2019

أسوار دمشق


أشكّ أنّ الصورة الملحقة من دمشق ومع ذلك قرّرت تحميلها كما هي مع ترجمة تقريبيّة (Google) عن الألمانيّة والتركيّة مع إلحاق النصوص الأصليّة من كتاب "آثار قديمة من سوريا وفلسطين وغرب عربستان" بإشراف أحمد جمال باشا وتأليف Theodor Wiegand الصادر ١٩١٨:



التدوين لبعثة Sobernheim

دمشق مدينة محصّنة منذ القدم والمجمّع إجمالاً يحمل طابع معسكر الفيالق الرومانيّة. لا تزال بقايا التحصينات القديمة موجودة في الباب الشرقي حيث نشاهد بوّابة عتيقة يمكن الدخول خلالها تحت ثلاث أقواس وتحيطها أسوار من الوراء والأمام مع برجين منيعين على الجوانب. رمّمت هذه البوّابة في العهد الأيّوبي ومطلع العهد المملوكي. فتح نور الدين -السلف العظيم لصلاح الدين- دمشق عام ٥٤٩ (الموافق ١١٥٤ للميلاد) وإليه يعود القسم الأكبر من أسوار المدينة في الجنوب والجنوب الغربي من باب الشاغور إلى باب الجابية وقام الأيّوبيّون بترميمها لاحقاً. تعود الأسوار الشماليّة مع أبواب الفراديس والخندق والسلام برمّتها إلى العصر الأيّوبي ولكنّها تتبع الجدار القديم (*) من الناحية الطبوغرافيّة. نجح الإفرنج (الصليبيّون) في الوصول إلى الأسوار وإن فشلوا في أخذ المدينة بينما فتحها هولاكو على رأس التتار عام ٦٥٨ (١٢٥٩-١٢٦٠ للميلاد) ولكنّها لم تبق تحت سيطرته إلّا لفترة وجيزة. تطوّرت المدينة عبر الزمن واختفت أسوارها وأبوابها أو كادت خلف البيوت التي بنيت عليها وحولها. 

* أعتقد أنّ المقصود بالقديم هو الجدار البيزنطي. 



Wednesday, August 14, 2019

أحمد جمال باشا


أهرق الكثير من الحبر على سجلّ جمال باشا السياسي والعسكري وليست الأسطر التالية في صدد الإضافة إلى ما كتب في هذا الخصوص. موضوع اليوم ليس جمال باشا الملقّب بالسفّاح وإنّما جمال باشا راعي التراث والفنّ والآثار. ذكرت في موضع آخر آثاره في دمشق وأشهرها الشارع العريض المسمّى اليوم بشارع النصر ولكن من العدل أن يقال أنّ اهتمامه لم يقتصر على دمشق بدلالة مجلّد ضخم صدر تحت اسمه عام ١٩١٨ يحتوي على مائة لوحة من الصور التاريخيّة الرائعة لكثير من المعالم السوريّة في حلب وحماة وبعلبك و القدس الشريف ودمشق وعمّان وبصرى علاوة على قلعة الحصن وأطلال بترا وتدمر وبعلبك وجرش وقلعة سمعان وغيرها. 

الكتاب يحمل اسم جمال باشا الذي أمّا عن النصّ والصور فالفضل فيها يرجع لعالم الآثار الألماني Theodor Wiegand وفريقه ومن نقل عنهم. هناك شروحات مختصرة لجميع اللوحات-الصور باللغتين التركيّة (بالأحرف العربيّة طبعاً قبل "إصلاحات أتاتورك" التي أجريت في محاولة محزنة لإلحاق تركيّا بأوروبا عن طريق التنكّر لتراثها الشرقي) والألمانيّة. اضطررت نظراً لجهلي بهاتين اللغتين إلى الترجمة إلى العربيّة عن ترجمة Google الإنكليزيّة للألمانيّة وبالتالي فلا بدّ من أخطاء في النصّ وأترك الحكم على مداها وأهمّيتها للقارىء.  



فيما يلي ترجمة بتصرّف عن مقدّمة الكتاب بقلم أحمد جمال باشا (سيتمّ نشر الصور المتعلّقة بدمشق فقط في الأيّام القليلة المقبلة): 

سنحت لي الفرصة كقائد للجيش الرابع الذي يغطّي الأراضي الواقعة بين جبال طوروس إلى صحراء الحجاز أن أدرس احتياجات هذا الجزء القيّم من وطني وأن أتّخذ العديد من القرارات الإداريّة التي شملت الاهتمام بمعالم الفنّ القديم ومنع إقامة الأبنية الحديثة المؤذيّة في جوار الأبنية العتيقة وكشف الأنقاض والحيلولة بين استعمال الناس لحجارتها كمواد بناء والسهر على تأمين الطرقات إليها وأماكن لمبيت الزوّار من المحلييّن والأجانب وجمع ما تواجد من مخلّفاتها في المناطق العسكريّة.  استعنت في تنفيذ هذا البرنامج بالدكتور Theodor Wiegand مدير متاحف برلين الملكيّة الذي اتّخذ قيادتي مقرّاً له واستعان بعدد من الخبراء وقام بمباشرة العمل على التوّ. قام الدكتور Wiegand برحلات استطلاعيّة أعطاني تقريراً شاملاً عنها قمت بناءً عليه بإصدار تعليماتي للسلطات العسكريّة والمدنيّة باتّخاذ الإجراءات الضروريّة لحماية الآثار وإدارتها وخضعت دمشق وحلب وتدمر وبعلبك وبترا (وادي موسى) إلى رقابة بالغة الدقّة. تواجه زائر المناطق البعيدة صعوبات جمّة ناجمة عن بعد الشقّة وغياب الطرقات ووسائل المواصلات وبالتالي من الضروري بناء نزل (خانات) وشقّ طرق يمكن الاعتماد عليها وتأمين وسائل النقل ويجب تنفيذ هذا البرامج خطوة خطوة. 

جمع الدكتور Wiegand خلال أعماله كميّة كبيرة من الصور وخوّلته بأن يقوم بإعادة إنتاج مجموعة منها في برلين لنشرها في هذا السفر مع وصف موجز موجّه لغير المحترفين وآمل أن يحوز هذا الأنجاز على إعجاب القارىْ. ليس هذا العمل مماثلاً للدلائل العاديّة إذ لم تنشر في وطني حتّى اليوم استعراضات مشابهة لأكثر الآثار أهميّة وياحبّذا أن يشكّل حافزاً للرحّالة الأجانب بما بيرزه من جمال أرضنا وعساه يعرّف جميع الوطنييّن العثمانييّن ببعضٍ من أكثر كنوز بلادنا القديمة مجداً. 

خناماً أحبّ نيابةًّ عن الجمهور أن أتوجّه بالشكر للدكتور Wiegand وفريقه على الخدمات الجلّى التي قدّموها وأريد أيضاً أن أشكر السلطات المدنيّة والعسكريّة في سوريا وفلسطين على مساعدتهم لي في تنفيذ المشروع على أكمل وجه. أملي أن يشمل تنظيم حماية التراث في سوريا وفلسطين سائر أراضي آبائنا العثمانييّن وأن يوجّه كل وطني عثماني للأعمال الفنيّة للحضارات الدارسة الاحترام الواجب بغضّ النظر عن أي اعتبارات ثانية.

كتبه أحمد حمال

قائد الجيش السوري الوستفالي ووزير البحريّة

تشرين أوّل ١٣٣٣ (١٩١٥ للميلاد)

Tuesday, August 13, 2019

سبيل جانب دار العجزة للمسنّين


الموقع في حيّ العمارة زقاق النقيب. لم يعط الأستاذ النعسان أي معلومات عن اسم المنشىء أو تاريخ الإنشاء أو التجديد على الأغلب لعدم توافرها أمّا الدكتورة Sack فقد عنونت هذه الصورة المأخوذة قبل حوالي أربعين عاماً "سبيل في بيت عبد القادر الجزائري". المسقط ربع مضلّع يعلوه قوسان حجريّان محمولان على أعمدة وكان قيد الاستعمال وفي حالة لا بأس بها عندما وصّفه النعسان عام ٢٠٠٨ وإن احتاج للترميم. 

هناك عدّة بيوت شكّلت ما يسمّى بيت عبد القادر الجزائري في حيّ العمارة وهي مكوّنات من مجمّع كبير لمنازل متجاورة تمركزت حول ثمان صحون (باحات) يتفاوت وضعها حاليّاً بين الجيّد والمهدّد بالتداعي والمرمّم بشكل اعتباطي. كان أحد هذه البيوت ملكاً لآل اللوجي عندما صدرت دراسة الدكتور Weber عام ٢٠٠٩ وآخر بإدارة جمعيّة المساعي الخيريّة وثالث لعائلة سويد.

من المعروف أنّ الأمير عبد القادر أقام في دمشق اعتباراً من عام ١٨٥٥ وحتّى وفاته ١٨٨٣ أمّا عن بيته أو بيوتاته فبنيت بين 1855 إلى ١٨٦٤ بتأثيرات مغربيّة في زبنتها وكان لأحدها جسر على نهر بردى يقود إلى حديقة ملحقة بملكيّة الدار. يمكن الافتراض -وهذا معقول للغاية- أنّ السبيل بني في نفس الوقت وإذا كان الأمر كذلك فهو حديث نسبيّاً.  



عبد الرحمن بن حمزة النعسان. سبل المياه في مدينة دمشق القديمة. المعهد الفرنسي للشرق الأدنى  ٢٠٠٨.


Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009. 

Monday, August 12, 2019

سبيل السلمي


سبيل أيّوبي يعود لعام ٦٤١ للهجرة (١٢٤٣-١٢٤٤ للميلاد) ويقع في زقاق السلمي. الصورة مأخوذة من كتاب الدكتورة Sack (المراجع مثبتة أدناه) وعمرها حوالي أربعين عاماً وتسمّي المؤلّفة هذا المعلم "سبيل في بيت السباعي" ولكن بالرجوع لدراسة الأستاذ النعسان يمكن الحصول على مزيد من التفاصيل كما يلي:

أنشأ السبيل جمال الدين بن كروس أبو المكارم السلمي محسّب دمشق وهو اليوم غير مستعمل وبحاجة للترميم. يخبرنا الشيخ عبد القادر بدران (١٨٦٤-١٩٢٧) عن دار الحديث الكروسيّة في منادمة الأطلال ومسامرة الخيال (صفحة ٥٧) أنّها بمحلّة زقاق السلمي غرب مئذنة الشحم ولمّا تأمّلها وجد حائطها الشرقي باقياً وبه بركة ماء مبنيّة بحجارة ضخمة على طراز قديم وهندسة معجبة ونقوش بديعة وعن يمينها ويسارها عمودان لطيفان والشمالي من المرمر وصدرها من الحجر المعجن. وجد الأستاذ النعسان السبيل كما وصفه الشيخ بدران يعلوه قوس مدبّب وعلى طرفيه عمودان صغيران فوقهما تاجان منحوتان بشكل أوراق نباتيّة وجداره الداخلي مقعّر بشكل محراب وفي وسطه ثلاث وحدات زخرفيّة غائرة بشكل محارة وهو ذو قطع حجريّة كبيرة منحوتة تشهد على مهارة النحّات الدمشقي في العهد الأيّوبي. 






عبد الرحمن بن حمزة النعسان. سبل المياه في مدينة دمشق القديمة. المعهد الفرنسي للشرق الأدنى  ٢٠٠٨.


Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.