هكذا عنون de Favières هذه الصورة الملتقطة بين الأعوام ١٩٦٣ - ١٩٦٨ والتي كتب عنها ما يلي:
"ُتدْعَى هذه الآبدة اعتباطيّاً "قوس نصر" وهي مفتوحة على الرواق المعمّد في الشارع المستقيم المذكور في الآية الحادية عشرة من الإصحاح التاسع لسفر أعمال الرسل. البناء على الأرجح معاصر للمشيّدات الدينيّة والعسكريّة للإمبراطور سپتيميوس سيڤيروس في نهاية القرن الثاني إلى مطلع القرن الثالث للميلاد. هناك دليل على تواجد كنيسة بيزنطيّة قديمة قرب القوس بدلالة تسمية المئذنة العائدة إلى القرون الوسطى "مئذنة مسجد باب الكنيسة" (١).
لدينا مزيد من التفاصيل في كتاب الدكتور عبد القادر ريحاوي "مدينة دمشق تراثها ومعالمها التاريخيّة" الصادر عام ١٩٦٩ (ترجمه Chevedden إلى الإنجليزيّة عام ١٩٧٧) مفادُهُ الآتي:
تواجد عقدان كبيران monumental arches في الشارع المستقيم. العقد مؤّلف من ثلاثة أقواس مفتوحة bays توافق المدخل المثلّث العقود لكلٍّ من بابيّ المدينة الشرقي والغربي (الجابية). اكتُشِفَ القوس الشمالي لأحد هذين العقدين (الصورة الملحقة) منذ عهدٍ ليس بالبعيد على بعد ٦١٨ متر إلى الغرب من الباب الشرقي وتحت مستوى الأرض الحالي بأربعة أمتار ونصف المتر. تكفّلت مصلحة الآثار عام ١٩٥٠ برفع الآبدة إلى مستوى الشارع وترميمها. القوس المتبقيّة جميلة للغاية ولا تزال بعض الأعمدة لصيقها قائمةً. العقد الثاني - أو كما أسماه العرب قنطرة أم حكيم (٢) - كان على بعد مائتيّ متر إلى الغرب من العقد المذكور اكتُشِفَت بقاياه في عهد الانتداب (Sauvaget ص ٣٢٧ - ٣٢٨). هُدِمَ هذا العقد (أي العقد الثاني أو قنطرة أم حكيم) عام ٦٤٦ للهجرة (الموافق ١٢٤٨ - ١٢٤٩ للميلاد) حسب ابن كثير في البداية والنهاية (صفحة ١٧٥ من المجلّد الثالث عشر) وكان هذا الهدم بهدف إخلاء الأرض لبناء بيوت وحوانيت بيد أنّ العقد لم يُدمّر تماماً إذ رأى Porter إحدى فتحاته أو أقواسه الثلاث في منتصف القرن التاسع إبّان إقامته في دمشق وذكر أنّها كانت "مدفونة تحت آكامٍ من النفايات".
(١) تدعى أيضاً المئذنة العمريّة.
(٢) قنطرة أم حكيم كانت "عند رأس سوق العلبييّن" كما جاء في الصفحة ٦٠ من تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجّد لكتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر. دُعِيَ سوق العلبييّن أيضاً "سوق أمّ حكيم" (ض ١٥٩ من نفس المصدر) ويمكن تحديد موقعه على الشارع المستقيم بالرجوع إلى خريطة Elisséeff الملحقة في ترجمته الفرنسيّة لتحقيق المنجّد.
عاصمتان للخلفاء: دمشق وبغداد وأقاليمهما
Roman arch of the Vicus Rectus and the minaret of Bāb al-Kanīsa
No comments:
Post a Comment