Friday, January 25, 2019

شوام القرن الثامن عشر


المقصود بالشوام هنا السوريّون أي سكّان سوريا الجغرافيّة أو برّ الشام  والمعلومات مأخوذة من كتاب الرحّالة الفرنسي (الروابط الملحقة للطبعة الفرنسيّة الأصليّة عام ١٧٨٧ وترجمتها للإنجليزيّة) الكونت de Volney وتعكس الوضع كما كان في أواخر القرن الثامن عشر. 

تقبّل الشعب السوري الوافدين الأجانب أكثر من نظيره المصري واختلطت الدماء إلى درجة لا بأس بها وإن تفاوت لون البشرة بين الساحل والداخل وبين الشمال والجنوب. تشتهر نساء دمشق وطرابلس بجماههنّ وبياض نشرتهنّ ولكن لا سبيل للعابر من التحقّق إذ تختفي ملامحهنّ تحت النقاب. بالمقابل القرويات في بعض الأقاليم أقلّ تمسّكاً بالحجاب وإن لم يكنّ أقلّ عفّة ففي فلسطين مثلاً نرى المتزوّجات سافرات الوجه عمليّاً  وتسمح ثيابهنّ السابغة بتمييز استدارات أجسادهنّ.

لبلاد الشام أمراض تقتصر عليها كحبّة حلب ولدينا أيضاً الزحار والجدري والبرداء (الملاريا) وسببها إفراط الأهالي في تناول الفواكه الفاسدة وبناء عليه فالعلاج الأوّل لأي مرض هو المقيّئات أما الفصادة فليست ضروريّة ولا نفع لها. 

لغة البلاد العربيّة وهناك بقايا من السريانيّة في معلولا وصيدنايا وهي عموماً بائدة باستثناء أنّ الموارنة يستعملونها في قدّاسهم ويردّدونها دون فهم وينطبق هذا إلى حدّ ما على اللغة اليونانيّة المستعملة من قبل قلّة من أحبار الروم. التركيّة لغة الحكومة وقيادة الجيش والتركمان. 

تتفرّق بعض الجماعات الدينيّة السوريّة في كلّ أرجاء البلاد بينا يتمركز بعضها الأخر في مناطق معيّنة فمثلاً نرى الدروز بين نهر الكلب وصور والموارنة بين نهري الكلب والبارد وإلى شمالهم النصيريّة.   

يقسم سكّان الشام إلى فئتين: تتكوّن الفئة الأولى من الرحّل ويمكن تصنيف هؤلاء إلى تركمان وأكراد وعرب بدو. الفئة الثانية هي الحضر ويمكن توزيع هذه بدورها كما يلي:

١. أحفاد الشعوب الإغريقيّة البيزنطيّة التي غزاها العرب ومن هؤلاء الروم الأورثوذوكس الذين شقّوا عصا الطاعة على روما والبابويّة ومنهم الروم الكاثوليك الذين اعترفوا بسلطة الفاتيكان وأخيراً لدينا الموارنة

٢. أحفاد العرب الفاتحين (على الأغلب الإشارة إلى المسلمين السنّة دون تسميتهم)  وهم الأغلبيّة السائدة التي امتزجت دماؤها مع السكّان الأصلييّن إلى درجة كبيرة ومنهم أيضاً المتاولة (أي الشيعة الإثني عشريّة) والنصيريّة

٣. الأتراك وهم السادة اليوم.

سأستعرض في الأيّام المقبلة بعض التفاصيل التي زوّدنا بها المؤلّف عن عددٍ من هذه الجماعات الدينيّة والإثنيّة والمذهبيّة ملتزماً بروايته ليس لأنّها دقيقة ومنزّهة عن الغرض والنمطيّة وإنّما لأهمّيتها التاريخيّة وتأثّرها بالانطباعات الأوروبيّة السائدة قبلها وأثرها على الانطباعات التي تلتها بحلوها ومرّها. 





No comments:

Post a Comment