Wednesday, January 30, 2019

دروز الشام في القرن الثامن عشر


لربّما كانت الفروقات العشائريّة في سوريا توازي أو تكاد من ناحية الأهميّة نظيرتها الدينيّة والمذهبيّة ولا يستثنى الدروز من هذه القاعدة إذ يمكن تصنيفهم كغيرهم إلى قيسيّة (عرب الشمال ومنهم أسر جنبلاط وأرسلان) ويمنيّة (جنوبييّن على سبيل المثال آل علم الدين ويزبك) ولم تمنعهم معتقداتهم المشتركة عن الاقتتال بعضهم مع البعض الآخر كما حصل في معركة عين دارة عام ١٧١١. 

سأقتصر في الأسطر التالية على ترجمة وتلخيص مقتطفات ممّا كتبه الكونت de Volney عام ١٧٨٧ عن عادات الدروز وأخلاقهم وممارساتهم وما استطاع جمعه عن فكرهم وممارساتهم الدينيّة دون التطرّق إلى تاريخهم الطويل أو التقلّبات السياسيّة التي مرّت عليهم. من البدهي أنّ الكلام هنا بحلوه ومرّه وتناقضاته للمؤلّف الفرنسي دون أي محاولة لتوكيده أو نفيه أو تصحيح ما ورد فيه.   

لا يمارس الدروز الختان ولا الصلاة ولا الصيام وليس لديهم محرّمات أو أعياد إذ يشربون الخمر ويأكلون الخنزير ويزوّجون الأخ من أخته. باختصار ليس لغالبيّتهم "الجهّال" عبادات ولكن هذا لا ينطبق على "العقّال" الذين تتطلّب منزلتهم العزوبيّة ويعتمرون العمامة البيضاء ويحرصون على طهارتهم إلى درجة كسر آنيتهم إذا أكل أو شرب منها سواهم. يجتمع العقّال سرّاً في خلوات على المرتفعات تنضّم إليهم فيها النساء ويزعم البعض أنّهم يمارسون شعائرهم فيها أمام تمثال صغير لعجل أو لثور ممّا أدّى إلى الاستنتاج أنّهم يتحدّرون من السامرييّن. يزعم المسيحيّون الذين يعيشون في جوار الدروز أنّ بعضهم يؤمن بتناسخ الأرواح والبعض الآخر يعبد الشمس والقمر والنجوم كلّ على هواه شأنهم في ذلك شأن النصيريّة وهم يتكلّفون الوضوء والصلاة أمام الأتراك ويرتادون الكنائس أمام الموارنة. عديد منهم من يقبل العماد ليتخلّص من إلحاح المبشّرين المسيحييّن ثمّ يختتن لإرضاء الأتراك ويموتون لا مسلمين ولا مسيحييّن.  

يتزوّج الدرزي -باستثناء الأمير وبعض الأعيان- امرأة واحدة ونساؤهم محجّبات ولا يعرف الرجل من الإناث إلّا وجه زوجه وأخته وأمّه.  يزرع الرجال الكروم والتوت ويبنون الجدران حول الأرض ويشقّون أقنية الريّ بينما تتولّى النساء أمر الخبز والقهوة والغسيل والطبخ وسائر الأعمال المنزليّة. عدد الدروز حوالي ١٢٠٠٠٠ نسمة منهم ٤٠٠٠٠ مسلّح وهم جنود أشدّاء لا يهابون الموت يتمسّكون بالأخذ بالثأر ولا يتحمّلون الإهانة. يبالغ الدروز في كرمهم وضيافتهم إلى درجة أنّ بلادهم خالية من الفنادق وأبسط فلّاح فيهم دائم الاستعداد لتقديم آخر كسرة خبز يملكها لعابر السبيل. عندما يشاطرهم ضيف ما الخبز والملح تصبح حمايته عليهم واجباً مقدّساً يتعلّق بها شرفهم وهم يذهبون إلى أبعد الحدود لإغاثة الملهوف الذي طرق بابهم. 

يعيش الدروز -المتسامحين دينيّاً- والموارنة في بلادهم الوعرة متمتّعين بحريّة لا تعرفها بقيّة بلاد الشام ممّا شجّع هجرة عدد من العائلات المسيحيّة إلى بلادهم لتساعدهم في فلاحة الأرض وتتحالف معهم. .

للحديث بقيّة.  








1 comment:

  1. الغريب انو في ناس بعد بهذه الدرجه من الغباء كي ينشر مثل هدا المقال . وينسبه الى كاتب فرنسي .
    اولاً. الدروز مسلمين
    ثانياً. نعم بعيشون مع المسحيين من كتر ما في حبوانات مثل ناشر هذا المقال و هموهم في الحياه تكفير الناس وخلق اكاذيب

    ReplyDelete