الطبعة الأولى لهذا العمل التاريخي باللغة الفرنسيّة تعود لعام ١٧٨٧ وبلغت شأواً بعيداً من النجاح ممّا شجّع دور النشر على إعادة إصدارها مع الإضافات والتنقيح وترجمتها إلى الإنجليزيّة. استطعت الحصول على طبعة ١٨٢٥ وأرفق مع المقال روابط الطبعة الأولى بمجلّديها الأوّل والثاني مع رابط الترجمة للإنجليزيّة. فلنتعرّف الآن على المؤلّف.
ولد المستشرق الفرنسي Constantin François de Chassebœuf, comte de Volney عام ١٧٥٧ ومات عام ١٨٢٠. ورث -كما يقول في مقدّمة كتابه- حوالي عام ١٧٨١ ثروة صغيرة اختار أن يخصّصها للترحال والعلم عوضاً عن استثمارها بهدف الربح أو إنفاقها على الملذّات. تردّد في البداية بين شدّ الرحال إلى "أمريكا المولودة حديثاً والمتوحّشين" (أي سكّان أمريكا الأصلييّن أو الهنود الحمر) وبين الاتّجاه إلى سوريا ومصر قبل أن يستقرّ على الخيار الأخير نظراً لأنّ الشرق الأدنى يحتلّ مكاناً بالغ الأهميّة من الناحية الدينيّة والفكريّة والتاريخيّة بالنسبة لأوروبا.
مخر الكاتب صوب مصر في نهاية عام ١٧٨٢ وأقام فيها سبعة أشهر ولكنّه لاقى صعوبات جمّة في التنقّل فيها ولم يستطع العثور على الدعم الكافي لتعلّم اللغة العربيّة وقرّر بالتالي التوجه إلى بلاد الشام حيث أقام ثمانية أشهر في دير في "بلاد الدروز" أمضاها في محاولة لاكتساب ما يكفي من العربيّة لتسهيل تجواله في سوريا لعام كامل عاد بعده إلى فرنسا بعد غياب دام ثلاث سنوات.
الخطوة التالية كانت جمع المعطيات التي حصل عليها ونشرها مع آرائه وتعليقاته كخبير عاين الأحوال على أرض الواقع واحتكّ مع السكّان وتواصل معهم بلغتهم ولم يقتصر على الاهتمام بالآثار والتاريخ السحيق كما فعلت الغالبيّة العظمى من الرحّالة قبله الذين مرّوا على الشرق مرور الكرام.
يبلغ عدد صفحات الكتاب حوالي ٩٠٠ من القطع الصغير ٢١ سم x ١٥ سم يلحق فيها بعض الخرائط واللوحات بالأبيض والأسود في زمن لا يعرف التصوير الضوئي.
للحديث بقيّة.
No comments:
Post a Comment