كل سنة وأنتنّ وأنتم سالمين
من منّا لا يعرف القبطان هادوك صديق تان تان الودود الذي لا يعيبه إلّا نزقه وحدّة طبعه وتهوّره وإدمانه الخمر وألفاظه البذيئة التي يفترض أنّها تمثّل - مع مضغ التبغ وشرب الكحول - بعض سمات ثقافة البحّارة عموماً؟
كان الظهور الأول لأطرف شخصيّات Georges Remi في الألبوم التاسع من مغامرات تان تان بعنوان "السلطعان ذو المخالب الذهبيّة" أو باختصار المخالب الذهبيّة عام ١٩٤٠ - ١٩٤١ (نشرت مجلّة سمير القصّة للمرّة الأولى بالعربيّة تحت عنوان "تم تم وعصابة أبو جلمبو" عام ١٩٦١). رافق القبطان تان تان في كافّة مغامراته اعتباراً من هذا التاريخ.
هادوك (المسمّى نسبةً إلى نوع من الأسماك) إنسان طيّب القلب، شجاع، ومخلص أحبّه كلّ من عرفه عن كثب ومنهم مطربة الأوپّرا الشهيرة Bianca Castafiore "بلبل ميلانو" الصدّاح التي عشق صوتها الجميع (باستثناء تان تان وخصوصاً هادوك) وإن كانت، على مواهبها الغنائيّة، ضعيفة الذاكرة كما هو واضح من مختلف الأسماء التي تطلقها على هادوك كلّما قابلته: Karpock أو Kodak أو Harrock باختصار أي إسم إلاّ Haddock وهي لا تردّد أي إسم مرّتين أبداً. ينطبق هذا على جميع من تعرّفت عليهم السيّدة Castafiore ومنهم مندوب شركة تأمين Mondass المزعج Lampion الذي أسمته Lampiste أو Lampadaire أو Lanterne). لربّما كانت وصيفتها الأمينة Irma الوحيدة التي حفظت المطربة إسمها.
مع الأسف لم يكن الودّ متبادلاً بين القبطان والمطربة كونه لا يطيق رؤيتها واستضافتها ولا يستطيع أن يتحمّل صوتها، ولا حتّى "لحن المجوهرات" أروع أغنياتها على الإطلاق (لا أعرف إذا كان لها غير هذه الأغنية):
"آه! أضحك لرؤية جمالي في المرآة .....".
أشهر اللقاءات المتعدّدة للبحّار المخضرم مع النجمة الإيطاليّة - وأطرفها - كان في الألبوم الحادي والعشرين من مغامرات تان تان "مجوهرات السيّدة كاستافيوري" وقصّته أكثر من غنيّة عن التعريف.
أطيب تمنّياتي للعام الجديد.
No comments:
Post a Comment