Thursday, January 25, 2024

الطوائف السوريّة في العقد الثاني من القرن العشرين

 



الجدول الملحق عن ندرة مطران (صفحة ٣٠٨).


قدّر المؤلّف عدد سكّان سوريّا عام ١٩١٦ أقلّ قليلاً من ثلاثة مليون ونصف نسمة مستنداً في ذلك على الإحصاءات الرسميّة ومقارنتها مع مختلف المصادر. المقصود سوريّا الجغرافيّة باستثناء ولاية أضنة وسنجق أورفة. الأرقام تتحدّث عن نفسها بيد أنّها لا تكفي لترجمة الصورة نظراً للتفاوت الكبير في التوزيع الطائفي حسب الإقليم. عسى أن تسهم الملاحظات الآتية بإعطاء فكرة أكثر وضوحاً عن الوضع كما تجلّى آنذاك:


- عدد المسلمين السنةّ (بما فيهم من استقرّ من البدو) يتجاوز المليونين وهم بذلك أكثريّة مطلقة وليس فقط نسبيّة. 


- الطائفة الثانية عدديّاً هي المارونيّة التي بلغ تعدادها ثلاثمائة وخمسين ألفاً غالبيّتهم العظمى في جبل لبنان. 


- تأتي طائفة الروم الأورثوذوكس (ربع مليون نسمة) في المرتبة الثالثة بيد أنّها موزّعة هنا وهناك ويتعذّر عليها بالتالي المطالبة بكيان جغرافي - سياسي مستقلّ على عكس الجالية المارونيّة.


- علاوةً على الطائفة المارونيّة، يتركّز النصيريّون (جبال الساحل) والدروز (حوران وجبل لبنان) واليهود (فلسطين) والمتاولة (جبل عامل) أيضاً في أقاليم معيّنة ويمكن من الناحية النظريّة خلق دويلات لكلٍّ من هذه الطوائف إذا تجاوز وزنها الديموغرافي حدّاً معيّناً ومن هذا المنطلق شكّل الفرنسيّون في عهد الانتداب كيانات - دول العلوييّن والدروز ولبنان الكبير واليهود إسرائيل فيما بعد. 


- رأينا أنّ الحلّ في مذهب جورج سمنة (كتب عام ١٩٢٠) هو اتّحاد فدرالي لكياناتٍ طائفيّة أمّا مطران (قبل سمنة بأربع سنوات) فقد نادى بسوريّا واحدة علمانيّة تحت الحماية الفرنسيّة وبرئاسة مقيم - مندوب سامي فرنسي إلى أن يأتي يومٌ تستطيع فيه البلاد أن تحكم نفسها بنفسها. 


- ما حصل فعلاً هجينٌ من رؤية سمنة ومطران: حصل الأوّل على الكيانات الطائفيّة المنشودة ونال كلاهما الحماية الفرنسيّة المأمولة على سوريّا "صغرى" سُلِخَت عنها كيليكيا وفلسطين وشرق الأردنّ ولبنان وبالنتيجة اسكندرون. 


أختم بالقول أنّنا نعيش اليوم، بعد مائة عام من مسودّة الحدود السوريّة حسب التصوّرات الغربيّة والمحليّة، تجدّد المساعي لإعادة رسم حدود المنطقة.









Nadra Muṭrān. La Syrie de demain


No comments:

Post a Comment