سبق القول أنّ Sauvaget لم يترجم مخطوط الجزري حرفيّاً إلى الفرنسيّة بل اقتصر على فترة معيّنة تبدأ بالعام ٦٨٩ وتنتهي بالعام ٦٩٨ للهجرة (١٢٩٠ - ١٢٩٩ للميلاد) ركّز فيها - خلال تسعين صفحة - على الحوادث والوفيّات خصوصاً في دمشق وضرب صفحاً عن الأشعار والحشو عموماً. الأحداث المهمّة سياسيّة بالدرجة الأولى (تقلّد المناصب والصراع على السلطة والاحتفالات والمراسم والحروب والفتن) أضف إليها تقلّبات الطقس والكوارث الطبيعيّة والجفاف وهلمّجرّا. تراجم الوفيّات للمشاهير أوّلاً وأخيراً: السلطان والنوّاب والأمراء والقضاة والفقهاء وعلماء الدين. لا بدّ لغير الأخصّائي من الاستعانة بالمراجع ورقيّةً أم إلكترونيّة لفهم بعض الألقاب والمصطلحات المملوكيّة (زردخانة، جندار، جمقدار، محفّدار، برددار، شادّ، مهمندار، أمير شكار إلى آخره). يأخذنا المؤلّف أيضاً في جولةٍ في دمشق المملوكيّة: الأموي، القلعة، دار السعادة، القصر الأبلق، دار الضيافة، الميدان، مسجد فلوس، الرباط الناصري، إلى آخره.
شهدت الفترة قيد الدراسة نهاية العهد الصليبي في بلاد الشام وسقوط آخر معاقل الإفرنج في يد المماليك: عكّا، صور، صيدا، طرطوس، جبيل. مع ذلك بقي التهديد الأوروپي حتّى النهاية بدليل الهجوم الفاشل على بيروت عام ٦٩٨ بينما تجدّد تهديد المغول في شخص غازان أو قازان (أوّل من اعتنق الإسلام من أباطرتهم) بيد أنّ التأريخ توقّف قبيل هجومهم على دمشق.
أقتصر فيما يلي على ذكر أسماء سلاطين المماليك البحريّة ونوّاب دمشق لهذه الفترة.
السلاطين:
- المنصور قلاوون.
- الأشرف خليل.
- الناصر محمّد (المرّة الأولى).
- العادل كتبغا (تربته خلف ساحة عدنان المالكي إلى الشمال والشرق).
- الناصر محمّد (المرّة الثانية).
نوّاب دمشق:
- حسام الدين لاجين.
- عزّ الدين أيبك الحموي (له تربة دارسة على سفح قاسيون).
- شجاع الدين غرلو (لا تزال بقايا تربته موجودة في الصالحيّة).
- سيف الدين قبجق المنصوري (انشقّ وانضمّ إلى غازان والمغول).
- جمال الدين أقوش الأفرم (جامع الأفرم يقع شرق ساحة عدنان المالكي).
أختم بثلاثة أسماء إضافيّة الأوّل منها والد الجزري (وفيّات ٦٩٣ للهجرة) والثاني شيخ الإسلام الذائع الصيت تقيّ الدين ابن تيميّة والثالث نائب قلعة دمشق علم الدين أرجواش الذي نجح بالتصدّي لهجمات المغول ولكن هذا الفصل لا يدخل في الفترة قيد الدراسة.
No comments:
Post a Comment