يروي ندرة مطران في الصفحات ٢٠٩ -٢١١ من كتاب "سوريّة الغد" قصّة نضاله في سبيل قضيّة العروبة قبل أن يتحوّل عنها إلى الدعوة إلى "استقلال" سوريّا الجغرافيّة "فقط" تحت الحماية الفرنسيّة. من الملفت للانتباه أنّ الانتماء "العربي" وقتها اقتصر على أقاليم جنوب غرب آسيا ولم تدخل فيه مصر أو شمال أفريقيا.
كتب مطران:
"يحلم الكثيرون من المسلمين السورييّن بسوريّا مستقلّة أو تحت إدارة محليّة autonome يتربّع على رأسها أمير عربي، يفضّل أن يكون هاشميّاً، ليتكفّل بإعادة تشكيل إمبراطوريّة العرب، وإذا تطلّب الأمر، اتّحاد الشام مع الحجاز ونجد واليمن والعراق والبصرة وقسم من ديار بكر والموصل. سيكون اتّحادٌ من هذا النوع عربيّاً صرفاً من ناحية المظهر ولكنّه في الواقع سيكون مسلماً. لا ريب أنّ مثلاً أعلى كهذا عزيزٌ على قلب كل من يفتخر بمحتده وانتمائه ومن ناحيتنا كنّا خلال عشرين عاماً مؤمنين بهذه القضيّة التي كرّسنا في سبيلها قصارى جهدنا وجزءاً من ثروتنا. نحن أوّل من أسّس في پاريس عام ١٨٩٥ مجلّةً ولجنةً comité عربيّة وباشرنا في القسطنطينيّة عام ١٩٠٨ بالدعوة إلى جمعيّة Fraternité للإخاء العربي تردّدت أصداؤها في أرجاء الإمبراطوريّة العثمانيّة في الوقت الذي أنشأ فيه إخوتنا في أوروپا وأمريكا حركةً مماثلةً ومجلّتين تنطق باسمها. خاطرنا بحياتنا عندما خاطبنا السورييّن، خصوصاً في دمشق، في محاولةٍ للحصول على المطالب المشروعة لأبناء جلدتِنا، ونتج عن ذلك هجومُ عنيفٌ شنّه علينا من زعموا أنّهم أنصار القضيّة العربيّة وحماتُها متذرّعين بالدفاع عن جماعة تركيّا الفتاة. لا يزال منبر المجلس النيابي العثماني ودواوينه تحتفظ بذكرى اللعنات وبرقيّات الاحتجاج التي أرسلها النوّاب العرب في الأقاليم العربيّة إلى حكومة تركيّا الفتاة يهاجمون فيها عائلةً (١) تجاسرت على المجاهرة بحقوق شعبها وشعبهم. لم تثبّط هذه العقبات الكأداء عزيمتنا وقمنا بتنظيم المؤتمر العربي في پاريس عام ١٩١٣ الذي أجبر حكومة القسطنطينيّة على التفاوض مع ممثّليه والاعتراف بحقوق العرب في الإمبراطوريّة".
(١) آل مطران طبعاً.
Nadra Muṭrān. La Syrie de demain
Quand Nadra Muṭrān défendait le Panarabisme
No comments:
Post a Comment