Wednesday, July 1, 2020

برج المعظّم عيسى


رأينا أمس بفضل الأستاذ نسيب صليبي كيف تمّ اكتشاف برج أثري خارج وجنوب شرق سور دمشق في أواخر ستّينات القرن الماضي. ظهر المزيد منه خلال حفريّات أجريت عام ٢٠٠٠ لدى تنظيم ممرّ تحت الأرض للمشاة ممّا سمح لفريق المعهد الفرنسي (Mouton و Guilhot و Piaton) بإلقاء المزيد من الأضواء عليه. الأسطر التالية تلخيص لما كتبوه في هذا الصدد.

يبلغ ارتفاع القسم المتبقّي من البرج حوالي ستّة أمتار موزّعة على سبعة مداميك (المخطّط عن صليبي يمثّل مقطعاً من الجنوب إلى الشمال نرى فيه مستوى الشارع ثمّ القسم المكتشف من البرج حتّى ذلك التاريخ أي ١٩٨٢وأخيراً سور المدينة).

وصف المبشّر الإيرلندي Porter بقايا هذا البرج في الصفحة ٤١ من كتاب "خمس سنوات في دمشق" الصادر عام ١٨٥٥ ورجّح أنّه رومانيّ الأصل مضيفاً أنّه كان في حالة ممتازة إلى أن هدمه ابراهيم باشا ليستعمل حجارته في بناء ثكنات. ذكر المستشرق أيضاً وجود نحت بارز relief فوق باب البرج يمثّل الشعارين الملكييّن لفرنسا وإنجلترا (زهرة الزنبق والأسد) وقال أنّ الفارس d'Arvieux وصفه عندما زار دمشق (١٦٦٠). 



تعود الصورة الملحقة للنصف الثاني من القرن التاسع عشر وتظهر جداراً من الطين أمام البرج وبموازاة السور ويبدو أنّ البرج تحوّل آنذاك إلى سكن ولربّما كان هذا الجدار الطيني مبنيّاً على موقع الجدار الخارجي contrescarpe للخندق.

لا يوجد أي نقش كتابي على ما تبقّى من البرج وإن أظهر التنقيب عام  ٢٠٠٠ بلاطة كلسيّة في المنطقة تذكر أعمال الملك المعظّم عيسى الأيّوبي (ابن العادل) في الخندق عام ٦٢٣ للهجرة الموافق ١٢٢٦ للميلاد. نأتي الآن إلى شعاريّ الزنبق والأسد المماثلة لرنوك (جمع رنك) السلطان المملوكي برقوق الذي حكم بين ١٣٨٢-١٣٩٩ وباستقراء وإضافة هذه المعطيات من المعقول والمنطقي أنّ بناء البرج تمّ في النصف الأوّل من القرن الثاني عشر في العهد الأيّوبي وأنّه جدّد أو أعيد بناؤه في بداية عهد المماليك البرجيّة.  




 نسيب صليبي. أسبار البرج الجنوبي الشرقي لسور دمشق. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة  المجلّد الثاني والثلاثون (١٩٨٢).  



Jean-Michel MoutonJean-Olivier Guilhot et Claudine PiatonPortes et murailles de Damas


No comments:

Post a Comment