Thursday, July 2, 2020

توزيع المياه في دمشق‎


احتّل هذا المقال للدكتور صفوح خير عشرين صفحة في المجلّد الخامس والثلاثين للحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة وهو أفضل ما قرأته عن هذا الموضوع بالعربيّة حتّى اليوم. اعتمد المؤلّف إلى درجة لا بأس بها على المصادر والمخطّطات الفرنسيّة بداية من عهد الانتداب والعلماء Thoumin و Tresse و Ecochard & Le Coeur و Weulersse وأضاف إليها في هذا العمل المرجعيّ الهامّ. 


يقال أنّ دمشق هبة بردى وهذا صحيح ولكنّه ليس دقيقاً. ينبع بردى "نهر الذهب" من جبال لبنان الشرقيّة ليتدفّق في سهل الزبداني في طريقه إلى واحة دمشق بيد أنّه أشبه بالسيل الذي يهدر شتاءً وينضب في الأشهر الجافّة لولا أهمّ روافده من نبع الفيجة الذي يمدّه على بعد قرابة عشرين كيلومتراً من دمشق بخمسة أمتار مكعبة في الثانية تعوّض عن شحّ الأمطار وتكفي حاجات المدينة وغوطتها وتزيد حتّى منتصف القرن العشرين على الأقلّ. 




يجري النهر عبر وادي بردى إلى خانق الربوة ليتلاشى بعد مسار طويل في سبخة العتيبة. جمال الوادي بين المرتفعات الجبليّة معروف لكلّ من ركب قطار الزبداني في القرن الماضي ولولا تدخّل الإنسان في توزيعه على المدينة وبساتينها لاقتصر الأمر على شريط أخضر ضيّق يكتنف ضفتي النهر وسط البادية المجدبة القاحلة. يعود هذا التوزيع بداية من الربوة إلى العهد الآرامي مع إضافات وتعديلات في زمن الرومان والأموييّن لتتشكّل بالنتيجة مروحة الأقنية التي نعرفها والتي تضمّ علاوة على المجرى الرئيس فروع يزيد وتورا والداراني والمزّاوي وبانياس والقنوات وجميعها أعلى مستوىً من المجرى الأصلي (المخطّط الملحق) ممّا يسمح بتروية الغوطة الشاسعة التي وصفها Thoumin في ثلاثينات القرن الماضي كأخصب أراضي غرب آسيا. 


للحديث بقيّة.




صفوح خير. تطوّر توزيع المياه في مدينة دمشق. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥.


نظام التروية في غوطة دمشق





Michel Écochard, Claude Le Coeur. Les bains de Damas. Beyrouth : Institut français de Damas, 1942-1943.

R. Thoumin. Notes sur l'aménagement et la distribution des eaux à Damas et dans sa Ghouta Bulletin d'études orientales IV 1934. 


Richard Thoumin, Géographie humaine de la Syrie Centrale. Tours, Arrault 1936. 


 

No comments:

Post a Comment