Wednesday, July 29, 2020

ضريح صلاح الدين الخشبي


الصورة أعلاه عن المجلّد الخامس والثلاثين للحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة الصادر عام ١٩٨٥ والأسطر التالية تعريب بتصرّف عن الألماني Ernst Herzfeld مع إضافة من الفرنسي Jean Sauvaget (الروابط أدناه). 

توفّي صلاح الدين في السابع والعشرين من صفر (الموافق الخامس من آذار ١١٩٣) في قلعة دمشق ونقل رفاته في يوم عاشوراء من المحرّم ٥٩٢ (الخامس عشر من كانون الأوّل ١١٩٥) إلى جوار المدرسة العزيزيّة التي أسّسها ابنه العزيز عثمان حاكم مصر (٥٨٩-٥٩٥ للهجرة)  في الكلّاسة شمال الجامع الأموي. شغلت التربة التي أمر ببنائها الملك الأفضل (ابن آخر لصلاح الدين) الإيوان الغربي لهذه المدرسة ونرى على الضريح النقش التالي الذي ألّفه القاضي الأفضل وذكره ابن خلّكان في رمضان ٦٨٠ (١٢٨١-١٢٨٢ للميلاد):

اللهمّ فارض عن تلك الروح وافتح له أبواب الجنّة فهي آخر ما كان يرجوه من الفتوح

رمّم القيصر ويلهلم (غليوم) الثاني التربة لدى زيارته دمشق ١٨٩٨ ولم يتغيّر البناء كثيراً إلّا أنّ الزخرفة حديثة في حين أنّ الضريح الخشبي العائد لعام ٥٩٢ لا يزال موجوداً  ويستحقّ دراسة كاملة تنشر عنه. 

هنا ينتهي الاقتباس من Herzfeld ويعلّق عليه Sauvaget فيقول:

لا شكّ أنّ الضريح يستحقّ دراسة كاملة ولكن يتعيّن قبل ذلك إزالة الطلاء السميك الذي يغطّيه وهذه عمليّة محفوفة بالخطر نظراً لأنّه منخور بكامله تقريباً بالسوس (دود الخشب).

كتب Herzfeld عام ١٩٤٦ وأتت إضافة Sauvaget في نفس العام. لا أعلم المدى الذي بلغه نخر السوس في التابوت سابقاً ولا لاحقاً ومن البدهي أنّ الخشب أقلّ ديمومة من الحجر مهما تفنّن الإنسان في المحافظة عليه. ما أعلمه أنّ النعش لا يزال موجوداً بعد ٧٤ سنة من وصف المستشرقين المذكورين.






أحمد فائز الحمصي العظماء الذين دفنوا في دمشق أو ماتوا فيها. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥. 



No comments:

Post a Comment