أدرج الأستاذ أحمد فائز الحمصي هذه التربة في باب طبقات الأمراء الأيّوبييّن مع ذكر مختصر نقله عن النعيمي وفحواه أنّ الأمير فخر الدين ابراهيم بن الأمير شمس الدين محمّد بن عبد الملك بن المقدّم كان من كبار القوّاد الشجعان الذين حاربوا الإفرنج وانتصروا عليهم وكان والياً على قلعة بارين وعدّة حصون وله بها نوّاب توفّي في دمشق سنة ٥٩٧ للهجرة (١٢٠٠-١٢٠١ للميلاد) ودفن في المدرسة المقدّميّة البرّانيّة خارج باب الفراديس بمرجة الدحداح. ذكر ابن شدّاد (القرن الثالث عشر للميلاد) المدرّسين فيها بداية من نجم الدين بن الفخر القاري وأضاف النعيمي أنّ التدريس انقطع فترة قبل استئنافه ليستمرّ بعدها إلى عهده (مطلع القرن السادس عشر) كما سمّى أوقافها.
وصفها المستشرق الفرنسي Jean Sauvaget في بضعة أسطر في كتاب les monuments historiques de Damas وأعطاها اسماً إضافيّاً "قبر سيّدنا طلحة" وقال أنّ تنفيذ البناء تمّ وفق أساليب سوريا الشماليّة ولكن الزخارف الكبيرة المقرنصة التي تحمل القبّة تتبع الطرائق الدمشقيّة. تحتوي التربة على جصّ منحوت في حالة ممتازة (على الأقلّ عندما شاهده Sauvaget عام ١٩٣٢) يعتبر من أجمل ما أنتجته الشام.
درس الأستاذ الفنّان الراحل خالد معاذ هذه التربة وصوّرها وكتب عنها مع الدكتور سليم عبد الحقّ وتعرّض إليها أيضاً الدكتور صلاح الدين المنجّد في خطط دمشق (الروابط أدناه).
أحمد فائز الحمصي. العظماء الذين دفنوا في دمشق أو ماتوا فيها. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥.
No comments:
Post a Comment