Tuesday, July 21, 2020

مقابر دمشق الإسلاميّة


الأسطر التالية تعريب مع بعض الاختزال والحدّ الأدنى من التصرّف للصفحات ١٠-١٢ من كتاب شواهد القبور في الباب الصغير الصادر عن المعهد الفرنسي للدراسات العربيّة بدمشق عام ١٩٧٧ للعالمين الراحلين خالد معاذ و Solange Ory أمّا الصورة فهي مأخوذة عن المجلّد الخامس والثلاثين للحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة ومقال الأستاذ أحمد فائز الحمصي (المرجع أدناه).

ليس تكوين فكرة دقيقة عن الطبوغرافيا التاريخيّة لمقابر دمشق في حيّز الإمكان وتقتصر معلوماتنا على أنّ أوّل مقبرة إسلاميّة تشكّلت حول أضرحة المسلمين الذين قتلوا خلال حصار المدينة. يحدّد ابن عساكر (القرن الثاني عشر للميلاد) موضع هذه المقبرة لدى باب توما وارتأى بعض المستشرقين أنّها هي المقبرة الحاليّة للشيخ أرسلان شرق سور المدينة بين باب توما والباب الشرقي. من الصعب الجزم بصحّة هذا الكلام خاصّة وأنّ هذه القبور اندثرت منذ أمد بعيد وعلى ما يبدوا يتعيّن علينا أن نميّز بين مقبرة باب توما ومقبرة الشيخ أرسلان كما فعل النعيمي (القرن السادس عشر). توفّي الشيخ أرسلان عام ٥٤٠ للهجرة (الموافق ١١٤٥ للميلاد) ومن المنطقي أنّ المقبرة التي تحمل اسمه تطوّرت بعد هذا التاريخ حول ضريحه بين مقبرتيّ الباب الشرقي وباب توما.

نستطيع القول استناداً إلى ذكر المقابر في مؤلّفات الطبوغرافيا (الخطط) وأخبار الأيّام والتراجم أنّ مقابر دمشق توزّعت في البدايات خارج سور المدينة قرب الأبواب شأنها في ذلك شأن جميع المدن الإسلاميّة واستمرّ الحال كذلك طوال القرون الوسطى ممّا يفسّر العدد الضئيل من المقابر التي ذكرها ابن عساكر والذي لم يتجاوز الثلاثة: مقبرة باب توما المذكورة أعلاه ومقبرة باب الفراديس (الدحداح) ومقبرة الباب الصغير. تبدّل الوضع بعد الفتح السلجوقي وتوسّع المدينة وإنشاء أحياء جديدة كالصاحيّة شمالاً والميدان جنوباً. 

مقبرة الباب الصغير أهمّ مقابر دمشق ومن أقدمها. تأخذ هذه المقبرة شكل مثلّث ارتفاعه ستمائة متر وقاعدته ثلاثمائة متر. 

تقع مقبرة الدحداح على بعد يقارب المئتيّ متر شمال باب الفراديس وشكلها مستطيل متوجّه من الشمال إلى الجنوب بأبعاد ٥٠٠ متر x ١٥٠ متر. يتعيّن إضافة إلى ذلك ذكر ملحق يعرف باسم الذهبيّة في نهايتها الجنوبيّة الشرقيّة يفصله شارع عن المقبرة الرئيسة. 


خالد معاذ-سولانج أوري. الكتابات العربيّة بدمشق: شواهد القبور مقبرة الباب الصغير. المعهد الفرنسي بدمشق للدراسات العربيّة ١٩٧٧.

أحمد فائز الحمصيالعظماء الذين دفنوا في دمشق أو ماتوا فيها. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥.

شواهد مقبرة الباب الصغير في دمشق

No comments:

Post a Comment