Saturday, July 11, 2020

تنقيب حيّ الخراب


تنتمي قصّة اكتشاف قوس الخراب أو قوس التراتيل لمنصف القرن العشرين ولكن محاولات تحديد ملامح دمشق الرومانيّة لم تتوقّف منذ ذلك الحين كما يخبرنا الأستاذ نسيب صليبي في المجلّد الخامس والثلاثين من الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة (١٩٨٥) وأختزل عنه الأسطر التالية معزّزة بالصور والمخطّطات المأخوذة من نفس المقال.  

بدأت هذه الملحمة ككثير غيرها بمحض الصدفة عندما استملكت أمانة العاصمة مساحة تقدّر بحوالي ١٤٠٠ متر مربّع في منطقة الخراب (لربّما أتت التسمية من الخراب الذي ألحقه المغول بالمدينة في القرون الوسطى أو من الزلزال المدمّر عام ١٧٥٩) بهدف شقّ شارع بين القيمريّة والشارع المستقيم. الموقع هو القسم المظلّل على الخريطة بين قوس التراتيل جنوباً وبطريركيّة الروم الأورثوذوكس إلى الشمال والشرق. ظهر خلال هدم الأبنية جزء من عمود قديم وبادرت المديريّة العامّة للآثار والمتحف بناءً عليه بالتنقيب والتحرّي. كان ذلك في تمّوز وآب عام ١٩٦٦.

أظهرت الحفريّات بقايا آبدتين متجاورتين شملت الأولى مجموعة قواعد لأعمدة رومانيّة والثانية (على بعد ١١،٥ متراً إلى الشمال) جدراناً مبنيّة بحجارة كبيرة لا بدّ من أنّها شكّلت جانباً من بناء هامّ شغل قسماً من هذا الحيّز في الماضي.    



من المعروف أنّ المدينة الرومانيّة تقع على عمق حوالي أربعة أمتار تحت مستوى الأرض الحالي ولم يسفر السبر في هذه المنطقة عن أدلّة على تواجد سكن فيها قبل هذا العهد وعلى ما يبدوا لم تتوسّع دمشق الآراميّة إلى هذا القسم من المدينة. 

للحديث بقيّة. 



نسيب صليبي. تنقيبات حيّ الخراب في دمشق. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥.

No comments:

Post a Comment