Sunday, September 5, 2021

تربة لطفي باشا

 


التربة عثمانيّة دفن فيها لطفي باشا الذي تولّى دمشق لفترتين قصيرتين بداية من ١٥٢٥ - ١٥٢٦ للميلاد. هذا من ناحية التاريخ أمّا من ناحية العمارة فالطراز مملوكي لا ريب فيه ونرى مثيله في واجهة قاعة بيت العقّاد المطلّة على الصحن وواجهة دار القرآن الصابونيّة وجامع السقيفة وبعض الأوابد المندثرة (انظر Mortensen): إطار كبير مستطيل الشكل يحيط بدائرتين متناظرتين تشكلّ محيطهما شرائط مقولبة مفتولة. 


وصف الألمانيّان Wulzinger & Watzinger هذا المعلم الندثر وزوّدانا بصورة متوسّطة الجودة لواجهته القبليّة "بعد الترميم". الصورة تعود لعام ١٩١٧-١٩١٨ والترميم المشار إليه أجري بإيعاز من جمال باشا في مسعاه لتجميل دمشق. 





هناك صورة ثانية أعلى دقّة بعدسة ألمانيّ آخر (Ernst Herzfeld) تعود أيضاً للربع الأوّل من القرن العشرين ولكنّي بعد المقارنة أعتقد أنّها أقدم من الأولى وبالتالي فلا بدّ أنّها سابقة للترميم استناداً إلى الفروقات التالية:


- يظهر المحراب في القسم على يمين الناظر والفرق الوحيد هنا بين الصورتين وجود جزء من رقبة القبّة في صورة W & W اللذان كتبا في صددها (صفحة ١١٢ من تعريب قاسم طوير): "تعلوا التربة قبّة صغيرة تستند على رقبة مؤلّفة من إثني عشر ضلعاً تخترقها النوافذ". 


- يشغل المستطيل الزخرفي الكبير الذي يتضمّن الدائرتين المذكورتين أعلى القسم المتوسّط لكلا الصورتين ولكنّنا نلاحظ تحته في صورة Herzfeld (الأقدم) وجود شبّاكين اختفيا (سدّا) في لقطة W & W ليحلّ محلّهما نافذة في وسط الجدار. الهدف من الشبابيك في الترب هو أن يلقي عابروّ السبيل نظرة من خلالها على غرفة الدفن ويستفيد الفقيد بذلك من ترحّمهم عليه والدعاء له بالثواب في الدار الآخرة. 


- اختفى مدخل التربة الذي نراه على يسار الناظر في صورة Herzfeld من صورة W & W وعلى الأغلب هدم أثناء شقّ شارع جمال باشا (النصر). 


تواجدت التربة شرق جامع تنكز في موقع النهاية الجنوبيّة لنزلة زقاق رامي حاليّاً وهي اليوم مندثرة.






الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير








Peder Mortensen. Bayt al-ʿAqqād. Proceedings of the Danish Institute in Damascus IV 2005. 

Karl Wulzinger Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924

No comments:

Post a Comment