Friday, April 28, 2023

الإنجيل الرباعي ‎

 


مرقس الإصحاح السادس عشر ١-٨


وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ.

وَبَاكِرًا جِدًّا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ.

وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟»

فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لأَنَّهُ كَانَ عَظِيمًا جِدًّا.

وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ الْيَمِينِ لاَبِسًا حُلَّةً بَيْضَاءَ، فَانْدَهَشْنَ.

فَقَالَ لَهُنَّ: «لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ.

لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ».

فَخَرَجْنَ سَرِيعًا وَهَرَبْنَ مِنَ الْقَبْرِ، لأَنَّ الرِّعْدَةَ وَالْحَيْرَةَ أَخَذَتَاهُنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ.




يوحنّا الإصحاح العشرون ١-١٢


وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ.
فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وَقَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!».
فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ.
وَكَانَ الاثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعًا. فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلًا إِلَى الْقَبْرِ،
وَانْحَنَى فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ.
ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً،
وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ.
فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلًا إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ،
لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ.
فَمَضَى التِّلْمِيذَانِ أَيْضًا إِلَى مَوْضِعِهِمَا.
أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجًا تَبْكِي. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ،
فَنَظَرَتْ مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِدًا عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ، حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعًا.




متّى الإصحاح الثامن والعشرون ١-٦


وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ.

وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ.

وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ، وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ.

فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ.

فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ : «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ.

لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ.



لوقا الإصحاح الرابع والعشرون ١-١٠


ثُمَّ فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، أَوَّلَ الْفَجْرِ، أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ، وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ.

فَوَجَدْنَ الْحَجَرَ مُدَحْرَجًا عَنِ الْقَبْرِ،

فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ.

وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي ذلِكَ، إِذَا رَجُلاَنِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ.

وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ، قَالاَ لَهُنَّ: «لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟

لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ

قَائِلًا: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».

فَتَذَكَّرْنَ كَلاَمَهُ،

وَرَجَعْنَ مِنَ الْقَبْرِ، وَأَخْبَرْنَ الأَحَدَ عَشَرَ وَجَمِيعَ الْبَاقِينَ بِهذَا كُلِّهِ.

وَكَانَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَيُوَنَّا وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَالْبَاقِيَاتُ مَعَهُنَّ، اڵَّوَاتِي قُلْنَ هذَا لِلرُّسُلِ.



روت الأناجيل الأربعة القانونيّة الأحداث التي واكبت قيامة المسيح كلّ بأسلوبه. توضح مقارنة سريعة بين النصوص أعلاه عدّة اختلافات أوّلها هويّة النساء (المجدليّة ومريم أم يعقوب وسالومة في مرقس؛ المجدليّة وحدها في يوحنّا؛ المجدليّة و"مريم الأخرى" في متّى؛ المجدليّة ويونّا ومريم أم يعقوب و"الباقيات معهنّ" في لوقا). من هذه الأناجيل ما ذكر الملاك الحارس والحنوط ومنها ما لم يتعرّض لهذه التفاصيل. نأتي بعد هذه المقدّمة إلى ما اعتبره Kraeling (وكثيرون غيره) مشهد القيامة في غرفة معموديّة كنيسة دورا  أوروپوس



للتذكرة يحتلّ هذا المشهد النسق السفلي من الجدارين الشرقي والشمالي. رأينا أنّ ما تبقّى على الجدار الشرقي لا يتعدّى خمسة أزواجٍ من الأقدام أمّا على الجدار الشمالي فلدينا ثلاث من النساء يحملن المشاعل مع احتمال كون العدد الأصلي خمساً منهنّ إذا أخذنا بعين الاعتبار القسم التالف من الجدار. إذاً بلغ العدد الأصلي عشرة نساء وهنا توجّب التوفيق بين هذه الرقم وبين ما ذكرته الأناجيل القانونيّة (وهذا متعذّر اللهمّ باستثناء لوقا الذي ذكر "الباقيات" دون تحديد العدد) وشرح بعض التفاصيل الإضافيّة: النجمتان فوق الناووس والمشاعل الكامدة اللهب وغيرها. 


تمثّل الحلّ الذي اقترحه Kraeling بما يسمّى الإنجيل الرباعي Diatessaron المنسوب إلى ططيانوس والعائد إلى منتصف القرن الثاني. جمع هذه الإنجيل روايات الأناجيل الأربعة (التي أصبحت قانونيّة لاحقاً) ووفّق بينها وهو - حسب Kraeling - ما كان معتمداً في دورا في عهد سبق الاتّفاق النهائي على النصوص المعتمدة في الكتاب المقدّس ولا يوجد ما يشير إلى أنّ أهل المدينة كانوا على درايةٍ بغيره.  


لنستعرض بسرعة تفسير بعض التفاصيل حسب الآثاري الأمريكي:



- لربّما رمزت النجمتان فوق الناووس إلى ملائكة القبر.

- قد يكن الهدف من تلوين لهب المشاعل بالأسود التركيز على التباين بينها وبين نور زوّار السموات (الملاك أو الملاكان حسب الإنجيل).  

- من الممكن أنّ الباب الذي يفصل بين نساء الجدار الشرقي وزميلاتهنّ على الجدار الشمالي يهدف كل بساطة إلى تصوير نفس المجموعة قبل وبعد الدخول إلى القبر ومن المعروف أنّ نصوص الأناجيل القانونيّة المتعلّقة بآلام وقيامة يسوع تذكر خمساً من النساء فقط باسمهنّ: مريم الجدليّة ومريم أمّ يعقوب وسالومة وأمّ إبنيّ زبدي ويونّا.  




إذا قبلنا هذا التأويل فهذا يعتي أنّ لوحة القيامة الكبيرة على الجدارين الشرقي والشمالي تستند إلى توفيق الإنجيل الرباعي لعدّة نصوص ومنه التباين في التفاصيل مع أيّ من الأناجيل الأربعة القانونيّة إذا أخذ بمفرده.








Carl Hermann Kraeling. The Excavations at Dura-Europos. Final Report. Volume VIII, part 2. The Christian Building 1967. 


No comments:

Post a Comment