Saturday, April 22, 2023

المرأة والبئر: السامريّة أم العذراء؟

 


سلّم جميع الأكاديمييّن عمليّاً ولعشراتٍ من السنوات أنّ لوحة "المراة والبئر" على الجدار الجنوبي لبيت المعموديّة في كنيسة دورا أوروپوس روايةً مصوّرةً للقاء يسوع مع السامريّة كما جاء في الإصحاح الرابع من  إنجيل يوحنّا. وافق Kraeling على هذا التفسير رغم التساؤلات التي طرحها عن معنى النجمة الكبيرة على صدر المرأة والخطّين المائلين وراء ظهرها والغياب الملفت للنظر للمسيح في المشهد مقارنةً مع جميع لوحات "المسيح والسامريّة" وما أكثرها (أدرج هنا على سبيل المثال لوحةً إيطاليّة من مطلع القرن السادس عشر). 


طرح Peppard عام ٢٠١٦ (أي بعد نصف قرن من تقرير Kraeling "النهائي") تفسيراً جديداً ومثيراً مفاده أنّ ما نراه هو مشهد البشارة ويترتّب على ذلك أنّ المرأة فيه ما هي إلّا مريم العذراء وليست السامريّة على الإطلاق. يروي الإصحاح الأوّل من إنجيل لوقا (الآيات ٢٦-٣٥) قصّة البشارة كما يلي:


وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ الله إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ،

إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ.

فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ».

فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ: «مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ!»

فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ الله.

وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.

هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ،

وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».

فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟»

فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ الله. 



يفهم ضمناً من هذا النصّ أنّ جبرائيل دخل إلى "بيت" ولا نرى فيه بئراً البتّة. لوحات البشارة كثيرة ونرى أحد الأمثلة عليها في الصورة الثانية (القرن الخامس عشر وهي أيضاً من إيطاليا) ونلاحظ على الفور عدم وجود البئر.


كيف استنتج Peppard والحال كذلك أنّ لوحة دورا (الصورة الثالثة) تمثّل العذراء والبشارة؟ 


يتبع.  







William SestonL'église et le baptistère de Doura-Europos.

Carl Hermann Kraeling. The Excavations at Dura-Europos. Final Report. Volume VIII, part 2. The Christian Building 1967. 

Michael Peppard. The World's Oldest Church. Yale University Press 2016. 


No comments:

Post a Comment