Saturday, April 29, 2023

قراءات مختلفة لمشهد "موكب النساء" في كنيسة دورا أوروپوس

 


اقترح Kraeling ثلاث تفسيراتٍ لبقايا اللوحة الكبيرة على الجدارين الشرقي والشمالي لبيت المعموديّة في كنيسة دورا أوروپوس قبل أن يستقرّ على أحدها. 


التفسير الأوّل: زيارة مجوس المشرق للصبي يسوع في بيت لحم (متّى الإصحاح الثاني). لم يتبنّ الكثيرون هذا التفسير وسرعان ما تخلّى الأكاديميّون عنه. 

التفسير الثاني: زيارة النساء قبر المسيح فجر الفصح. تعرّضنا لهذا التفسير الذي كان الفرنسي Seyrig أوّل من طرحه ثمّ تبّناه معظم الأخصّائييّن ومن جملتهم Kraeling رغم عدّة إشكالات أقرّ بها هذا الأخير ومن أهمّها غياب المسيح في اللوحة رغم امتدادها على النسق السفلي لجدارين: لم لم يخصّص الفنّان مشهداً لموت المسيح وآخر لقيامته خصوصاً وأنّ الحيّز المتاح أكثر من كافٍ لهذه الغاية؟ 

التفسير الثالث: القصّة الرمزيّة للعذارى الحكيمات والجاهلات (متّى الإصحاح الخامس والعشرون) التي رفضها Kraeling نظراً لغياب تفسير مقنع للباب النصف مفتوح (المفروض أنّه أغلق في وجه الجاهلات) أوّلاً والناووس ثانياً وخصوصاً. 


استقرّ خيار Kraeling إذاً على التفسير الثاني ووافقه في ذلك معظم الأخصّائييّن إلى أن أتي Peppard بعد نصف قرن ليعيد النظر في قراءة اللوحة مضيفاً إلى التأويلات الثلاثة السابقة تفسيراً رابعاً استند فيه إلى الفصلين السابع والعاشر من إنجيل يعقوب الغير قانوني: 


عندما بلغت مريم الثانية من عمرها، قال يواقيم لحنّة، زوجته: "لنقُدْها إلى هيكل الله، ولنتمَّم النذر الذي نذرناه، لئلا يغضب الله ولا يقبل تقدماتنا". فقالت حنّة: "لننتظر العام الثالث، خوفًا من أن تعاود إلى أبيها وأمها". فقال يواقيم: "لننتظر". وبلغت الطفلة عامها الثالث، فقال يواقيم: "نادوا عذارى العبرانيين اللواتي بلا عيب، وليحملن مصابيح ويُشعلْنها، وعلى الطفلة ألا تلتفت إلى الوراء وألا يبتعد ذهنها عن بيت الله". وصنعت العذارى كما أمر به، ودخلن الهيكل.

وعُقد اجتماع للكهنة وقالوا: "لنصنع حجابًا (ستارة) أو بساطًا لهيكل الربّ". فقال رئيس الكهنة: "أحضروا ليَّ عذارى سبط داود اللواتي بلا عيب". وبحث المستشارون ووُجدوا سبعًا من تلك العذارى.


يترتّب على هذا التفسير أنّ المشهد يمثّل موكباً للعذراوات اللواتي نذرن للهيكل (كما في الوستالات أو عذارى الربّة Vesta الرومانيّة). ذكر Peppard هذا الاحتمال ولكنّه استبعده وحبّذ تفسير Kraeling الثاني (أي العذارى الحكيمات والجاهلات) كما سنرى في المنشور المقبل.







William SestonL'église et le baptistère de Doura-Europos.

Carl Hermann Kraeling. The Excavations at Dura-Europos. Final Report. Volume VIII, part 2. The Christian Building 1967. 

Michael Peppard. The World's Oldest Church. Yale University Press 2016. 

No comments:

Post a Comment