لدينا أكثر من تفسير لوجود لوحة داود وجليات في كنيسة دورا أوروپوس المنزليّة. بالطبع تصوير أو تمثيل داود مألوف في دور العبادة المسيحيّة ولكن علام هذا المشهد بالذات؟ علّ الجواب يكمن في موقع دورا الحدودي وأهميّها العسكريّة ومنه التركيز على دور داود المحارب.
لدينا أيضاً تأويل Seston استناداً إلى أفرام السرياني وهو باختصار أنّ انتصار داود - بعد مسحه - على العملاق جليات (جالوت) يرمز إلى انتصار يسوع على الموت.
يمكن أيضاً تحليل هذا المشهد في سياق تاريخ جالية مسيحيّة قبل قسطنطين الكبير والذي حاول Peppard تسليط الأضواء عليه في كتاب "أقدم كنيسة في العالم". ترجم فنّ المسيحيّة قبل مجمع نيقية شعائر ومعتقدات المسيحييّن التي تتميّز بغياب الصور المتمحورة حول صلب المسيح وموته مقارنةً مع العصور اللاحقة.
رأينا أنّ لوحة داود وجليات تقع على الجدار الجنوبي لغرفة المعمودّية بين بابيها تحت محراب جداري niche معقود بقوس نصف دائري وفوق بروز حجري يبلغ عشريّ المتر يأخذ شكل درجة أو مائدة صغيرةً فوق مستوى أرض الردهة علّها كانت مكرّسةً للمسح. يبلغ ارتفاع المحراب ستّة أعشار المتر وطول قاعدته ٨٨ من عشيرات المتر وعمقه ٤٣ من عشيرات المتر. على الأرجح خصّص هذا المحراب أو الكوّة لتخزين شيء ما (مثلاً قارورة زيت ممّا يستعمل في المسح). اللوحة نفسها مؤطّرة وبشكل مستطيل طول قاعدته ١,٢٨ متر وارتفاعه ٣٥ من عشيرات المتر. حالة اللوحة مع الأسف شديدة السوء كما نرى من صورها.
يحتلّ هذا المشهد إذاً مركز الصدارة في موضع "المسح" في الكنيسة ونعلم من العهد القديم وسفر صموئيل الأوّل واللوحة الثلاثين في كنيس دورا أوروپوس اليهودي أنّ داود هو المسيح بامتياز (مزيد عن هذه النقطة الهامّة في منشور مقبل. باختصار تضافر مكان اللوحة مع هويّة بطلها في تفسير وجود مشهد من هذا النوع في كنيسة مسيحيّة.
William Seston. L'église et le baptistère de Doura-Europos.
Michael Peppard. The World's Oldest Church. Yale University Press 2016.
No comments:
Post a Comment