Monday, April 3, 2023

يسوع ماشياً على البحر: رواية العهد الجديد

 


استند الفنّان في هذه اللوحة (الجدار الشمالي لغرفة المعموديّة في كنيسة دورا أوروپوس) على الإصحاح الرابع عشر من إنجيل متّى:  


وَأَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ قَدْ صَارَتْ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ (*) مُعَذَّبَةً مِنَ الأَمْوَاجِ. لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ مُضَادَّةً.

وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابعِ مِنَ اڵَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ.

فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا!

فَلِلْوَقْتِ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ قِائِلًا: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا».

فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْني أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ».

فَقَالَ: «تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ.

وَلكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ، صَرَخَ قِائِلًا: «يَا رَبُّ، نَجِّنِي!». فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟»


المشهد يمثّل بمنتهى الدقّة اللحظة التي مدّ فيها يسوع يمينه ليمسك بيد تلميذه ومع الأسف تلف القسم الذي صوّر رأس المخلّص وكتفيه (لنا عودة إلى موضوع من هو من في الصورة). 


هذه اللوحة على بساطتها ذات أهميّة بالغة كونها الظهور الأوّل لهذا المشهد في الفنّ المسيحي وتطلّب تكراره  الانتظار إلى القرن الخامس الميلادي (غرفة معموديّة سان جيوڤاني في ناپولي).    


أضاف Seston أنّ الصورة ترمز في عرف آباء الكنيسة إلى العماد إذ يمكن مقارنة انتشال يسوع لبطرس من الماء مع الأسقف الذي ينتشل معتنق المسيحيّة الجديد من جرن المعموديّة. تجسّد هذه الأعجوبة أيضاً قدرة يسوع وهيمنته على قوى الطبيعة.  




(*) "البحر" هو  بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ أي طبريّا.





William SestonL'église et le baptistère de Doura-Europos.

Carl Hermann Kraeling. The Excavations at Dura-Europos. Final Report. Volume VIII, part 2. The Christian Building 1967. 

Michael Peppard. The World's Oldest Church. Yale University Press 2016. 

No comments:

Post a Comment