للتذكير اللوحة على النسق الأعلى من جدار بيت المعموديّة الشمالي في كنيسة دورا أوروپوس. فسّر معظم الأخصّائييّن المشهد على أنّه يمثّل شفاء المفلوج Paralytic (مرقس الإصحاح الثاني مثلاً) بيد أنّ Seston طرح احتمال كونه شفاء الأعرج Lame استناداً إلى الإصحاح الخامس من إنجيل يوحنّا وبالتالي فما نراه في مقدّمة الصورة ما هو إلّا بركة بَيْتُ حِسْدَا (Bethesda التي أعطت اسمها لعدد من المشافي). الأمر سيّان فيما يتعلّق بخلاصة القصّة ومغزاها والعبرة من ورائها.
طول ضلع اللوحة ثلاثة أرباع المتر وأبطالها ثلاثة أشخاص يشكّلون هرماً يتربّع المسيح على ذروته بينما نرى في الأسفل على يمين الناظر المفلوج مستلقياً على السرير وعلى اليسار المفلوج يمشي حاملاً سريره ومبتعداُ عن جرن المعموديّة (أي عن الجدار الغربي).
أختصر في الأسطر التالية وصف Kraeling الدقيق والمفصّل (صفحة ٥٧-٦١):
المفلوج الممدّد على السرير أكبر مكوّنات المشهد الثلاث. هناك غطاء على السرير الذي يستلقي المفلوج فوقه مسنداً رأسه إلى وسادة. جسد المريض وطرفه الأيمن مبسوطان وبالتالي قد يكون الفالج على اليمين. الذراع اليسرى مثنيّة لدى المرفق ولا تظهر اليد اليسرى (علّها تسند الرأس). الرداء يونانيّ الطراز (خيتون). لا نرى من الرأس الشيء الكثير وبالكاد نميّز القدمين خصوصاً اليسرى.
نرى الشخص نفسه في اللقطة الثانية سائراً على قدميه حاملاً سريره. الجسم منحنٍ إلى الأمام رازحاً تحت وطأة العبء. يباشر المفلوج بعد شفائه الخطو بدايةً بساقه اليسرى المنحنية لدى الركبة. الذراع اليمنى ممدودة إلى الأمام والقدمان عاريتان. الرداء لا يختلف عن الذي سبق ورأيناه في اللقطة الأولى. اختفت الوسادة والغطاء ومسند الرأس وغيرها من السرير المحمول على ظهر الرجل.
يسوع مصوّر جباهيّاً يشير بيمناه إلى المفلوج المستلقي فوق السرير. الزيّ يوناني (خيتون) طويل الأكمام فوقه عباءة himation. الوجه على الأغلب أمرد وتفاصيل الرأس (الذي لا يتجوز ارتفاعه خمسةً من عشيرات المتر) مشوّشة ولكنّنا نميّز العينين الدائريّتين الكبيرتين والشعر الذي يكسو القحف. القدم اليمنى مصوّرة جباهيّاً أمّا اليسرى فجانبيّاً ممّا يزيد في رقعة القاعدة التي يقف المسيح عليها ويوطّد وضعيّة الوقوف.
يتبع.
William Seston. L'église et le baptistère de Doura-Europos.
Michael Peppard. The World's Oldest Church. Yale University Press 2016.
No comments:
Post a Comment