رأينا أنّ الردهة السادسة في كنيسة دورا أوروپوس المنزليّة - على صغر مساحتها - هي أهمّ مكوّنات البناء من الناحية الوظيفيّة (أي كونها بيت المعموديّة) والجماليّة (لاحتوائها على كافّة لوحات الكنيسة الجداريّة علاوةً على الزخارف السقفيّة ومظلّة الجرن).
احتلّ الجرن وملحقاته الجدار الغربي لهذه الغرفة أمّا سائر الجدران فقد توزّعت لوحاتها على نسقين محّددين بوضوح بخطوط تفصل بينهما. هناك إذاً درجة لا بأس بها من الانتظام في توزيع اللوحات أفقيّاً (*) والحال ليس كذلك في توزيعها عموديّاً كما يتّضح من التأمل بالصور.
بلغ ارتفاع الجدار المتوافر للزخرفة (يتعيّن بالطبع استثناء الغرفة العلويّة أو السقيفة إذا شئنا) ثلاثة أمتار وعشريّ المتر تتدرّج المستويات الآتية عبرها من الأعلى إلى الأسفل:
- قولبة مقعّرة انتقاليّة من السقف الأفقي إلى الجدار الشاقولي.
- شريط (ألوان الأشرطة أحمر أو أسود) يشكّل الإطار العلوي.
- نسق اللوحات الأعلى.
- شريط يشكّل الإطار السفلي للوحات النسق العلوي.
- حزمة من ثلاثة أشرطة تفصل النسق الأعلى عن النسق الأدنى للّوحات: تتناوب في الشريطين العلوي والسفلي أحرف Ί وΓ اليونانيّة أمّا الشريط المتوسّط فتشغله خطوط متموّجة تتناوب في ما يشبه الحركة الجيبيّة كما درسناها في الفيزياء.
- شريط يشكّل الإطار العلوي لنسق اللوحات السفلي.
- نسق اللوحات الأدنى.
- شريط (الإطار السفلي لنسق اللوحات الأدنى).
ليس الفصل بين اللوحات على نفس النسق سهلاً وواضحاً (كما رأينا في الكنيس اليهودي بفضل الشرائط العموديّة التي تفصل بين الرسوم) بدلالة الأمثلة التالية:
- مشهدا شفاء المفلوج والمشي على الماء (النسق الأعلى للجدار الشمالي) متّصلان.
- مشهد المرأة والبئر (النسق الأدنى للجدار الجنوبي) مؤطّر على إثنين من جوانبه الأربع فقط
(جانب أفقي وآخر عمودي).
- مشهد "البعث" مستمرّ على النسق الأدنى للجدارين الشرقي والشمالي.
تتميّز لوحة داود وجالوت (النسق الأدنى من الجدار الجنوبي) بكونها الوحيدة المؤطّرة من جوانبها الأربعة.
(*) لم تكن الخطوط الفاصلة للنسقين على نفس المستوى تماماً في الجدران الثلاثة وإن جعلت كذلك لدى إعادة بناء الغرفة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة.
No comments:
Post a Comment