لا زلنا في حديث "مشهد القيامة" على الجدارين الشرقي والشمالي لبيت المعموديّة في كنيسة دورا أوروپوس ورأي عدد من الآثارييّن في تفسير اللوحة. الأسطر التالية تعريب عن Seston وللتذكير اقتصر هذا العالم على وصف القسم المتواجد على منتصف وغرب الجدار الشمالي (أي الجزء الثالث من اللوحة حسب Kraeling).
تتقدّم النساء بنفس الخطوة ويرتدين نفس الثياب ويحملن نفس الأغراض وبالتالي لا بدّ أن المشهد يتعلّق بالمراسم والشعائر وأنّه موكب ما. اكتشفت (قبل مائة وعشرين سنة) لوحة جداريّة من القرن الخامس أو السادس في البجوات (مصر) نرى فيها - اللوحة الملوّنة - سبعاً من النساء يزرن قبر المسيح ويحملن شموعاً موقدةً ومباخراً. ما نراه هو موكب العذارى (قارن مع إنجيل متّى الإصحاح الخامس والعشرين الآيات الأولى إلى الثانية عشرة) كما مورس في الشرق في القرن الرابع عشيّة الفصح. جرت العادة أن تنظم مسيرة ليليّة في عيد الغطاس تبدأ في بيت لحم ومنها إلى القبر المقدّس (كنيسة القيامة في القدس) حيث سطعت الأنوار من علٍ أو باللاتينيّة:
ubi luminaria jam supra modo lucent
ليس هناك ما يمنع من كون هذا الاحتفال أقدم من ذلك وأنّه كان معروفاً في دورا في القرن الثالث وليست هذه القرابة بين المراسم الجنائزيّة وعيد القيامة بالأمر المستغرب حيث أنّ الظهور الإلهي أو التجلّي في الشرق يحيي ذكرى تعميد الربّ والتجسّد في آنٍ واحد وهناك شواهد وافية في النصوص الدينيّة عن إحياء ذكرى موت وقيامة المسيح في عيد الحياة البهيج هذا.
لا يكتفي الإيمان ببعث المسيح المبني على شهادة القدّيسات (اللواتي حضرن صلبه) بتمجيد انتصار الربّ على الموت إذ لدينا في القبر الفارغ دليلاً إضافيّاً على قدرة الله.
No comments:
Post a Comment