لا زلنا نتأمّل لوحة الجدار الغربي لكنيسة دورا أوروپوس المنزليّة (فوق جرن المعموديّة وتحت مظلّته). الأسطر التالية تعريب لما كتبه Seston في صددها:
الغطاس هو مناسبة العماد في الكنيسة السوريّة القديمة عندما يوزّع الشمامسة القربان على المريدين ويرنّم الجمع هذه الأنشودة التي نقرأها في مؤلّفات أفرام السرياني:
"خرج الشريّر إلى الحرب وصنع آثمين من ذريّة آدم. اليوم هزم الشرير بعمادكم أيّها الإخوة ... تبتهج الملائكة لأجل من يتوب وبهجتها فيكم أيّها الإخوة لأنّكم أصبحتم تشبهون الملائكة .. احذروا أيّها الإخوة من أن يسلبكم الشرّير من هذه الطوباويّة السمويّة. تجلّى اليوم ملك السموات وفتح لكم باب بيته وأدخلكم إلى عدن".
كتبت هاته العبارات بعد قرن من الزمن على الأقلّ من لوحات دورا ومع ذلك يميل المرء لاستعمالها شرحاً للوّحة التي تتصدّر ردهة المعموديّة وتحتلّ كافّة المساحة تحت القبوة المعقودة فوق الجرن. تتستّر تحت ملامح آدم وحوّاء الإنسانيّة التي سقطت في الخطيئة وتفصل شجرة المعرفة (تكوين الإصحاح الثالث الآيات ١-١١) بين الزوجين. نرى هنا للمرّة الأولى هذه الصورة التي سيعمّ انتشارها بعد مجمع نيقية والتي تمثّل نهاية عالم. يهيمن الراعي الصالح على صورة آدم وحوّاء ونراه يحمل نعجةً على كتفيه ويدفع قطيعه أمامه (بالمقارنة الراعي ثابت في سراديب رومية أو ناپولي يكتفي بحراسة ماشيته). التباين بين المشهدين (آدم وحوّاء من جهة والراعي الصالح من جهةٍ ثانية) متعمّد ويختزل الطريق الذي تعيّن على المريد عبوره على سبيل الإيمان ويبيّن له بمنتهى الجلاء مأثرة الربّ الذي انتشل الإنسان من الخطيئة وأرشده إلى درب الحياة الهانئة التي ينعم بها أبناء الله في ظلّ يسوع والكنيسة.
No comments:
Post a Comment