لا زلنا في معرض تفسير - أو محاولة تفسير - لوحة "المرأة والبئر" على النسق السفلي للجدار الجنوبي في بيت معموديّة كنيسة دورا أوروپوس وقد رأينا كيف تردّد Kraeling في تفسيرها قبل أن يعقد الرأي أنّها تمثّل السامريّة. الأسطر التالية عن Seston الذي صادف نفس المعضلة - أي غياب المسيح عن الصورة - في ثلاثينات القرن العشرين قبل Kraeling بأربعين عاماً وأترك إلى القارىء الحكم على مدى توفيقه في حلّها:
ماذا تعني لوحة السامريّة التي تنهل الماء من البئر؟ يخطىء من يعتقد بإمكانيّة استغلال أي إشارة إلى الماء في العهد الجديد لزخرفة بيت المعموديّة وبالفعل لا قيمة لماء شكيم بالنسبة للمسيحي (الإصحاح الرابع من إنجيل يوحنّا الآيتان الثالثة عشرة والرابعة عشرة):
أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا.
وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّة.
تذكّرنا قصّة السامريّة في الغرب - سواءً كما صوّرت في سراديب رومية أم على النواويس - دائماً بوعد الحياة الأبديّة الذي قطعه يسوع لمن يؤمن به وهنا تعيّن التنويه بعدم وجود أي صور للسامريّة في الفنّ الغربي دون المسيح والسبب بكلّ بساطة أنّ الماء الذي تستخرجه من البئر عديم القيمة من الناحية الرمزيّة باستثناء ذكره في إنجيل يوحنّا في سياق طمأنة المؤمنين أنّهم لن يموتوا. أضف إلى ذلك وجود فضاء يكفي لتصوير المسيح على جدار بيت المعموديّة لو توخّى فنّان دورا ذلك. يتعيّن علينا إذاً شئنا أم أبينا أن نسلّم بغياب المسيح في اللوحة وأن نحاول تفسيره.
شأن السامريّة دون المسيح شأن الروح قبل الختان سواءً كانت - كما قال ثاوفيلوس الأنطاكي - أسيرة للشريعة الموسويّة أم عبدةً للحواسّ. يمكن اعتبار هذه اللوحة إضافةً إلى لوحة آدم وحوّاء إذ كلاهما تذكّراننا حسب علماء اللاهوت أنّ تبنّي المسيحيّة يتطلّب تعليماً وأنّ هذا التعليم من اختصاص الكنيسة ويترجم ذلك إلى استشفافنا الحياة الكنسيّة خلال رسومات بيت المعموديّة.
William Seston. L'église et le baptistère de Doura-Europos.
Michael Peppard. The World's Oldest Church. Yale University Press 2016.
No comments:
Post a Comment