كافّة المعلومات الآتية اقتباس مختصر عن Kraeling (صفحة ٦٧-٦٩).
يشكّل النسق العلوي من الجدران الشمالي والشرقي والجنوبي في بيت معموديّة كنيسة دورا أوروپوس استمراريّةً تسلسلت عبرها لوحات مآثر المسيح مع مشهد الجنّة الختامي كما رأينا.
الوضع مختلف في النسق السفلي للجدار القبلي الذي يتخلّله بابان يؤدّي أحدهما إلى الردهة الخامسة والثاني إلى الصحن المركزي ومنه استقلال لوحة داود وجليات (جالوت) بين البابين عن لوحة المرأة والبئر على يمين الباب الأوّل.
تبلغ المسافة بين الباب المؤدّي إلى الردهة الخامسة ونهاية الجدار الجنوبي ٢,٣٧ متر (ارتفاع النسق سبعة أعشار المتر) ولكن معظمها يقع خلف مظلّة canopy جرن المعموديّة font ممّا يترك امتداداً لا يزيد عن ٧٣ من عشيرات المتر للّوحة قيد الحديث التي تطلّب إطارها العمودي ٢٣ من عشيرات المتر ويترتّب على ذلك أنّ ما تيقّى للّوحة لا يزيد عن نصف المتر.
يصّور المشهد امرأةً ترتدي ثوباً يونانيّاً (خيتون) طويل الأكمام سابغاً حتّى كاحليها وتنحني إلى الأمام ممسكةً بحبلٍ لا بدّ أنّ دلواً تدلّى من نهايته بهدف سحب الماء من البئر. الوجه مستدير ومتوّج بالشعر الذي تتدلّى خصلاته من الجانبين إلى الكتفين. القدمان مصوّرتان جانبيّاً والنعل طري من النوع الشائع في تصوير نساء كنيس دورا اليهودي.
نرى على صدر المرأة الأيمن نجمةً خماسيّةً كبيرة وخلفها خطّان منحنيان يصلان بين الزاوية اليمنى العليا للصورة من جهة وظهر المرأة من جهة ثانية. تردّد Kraeling في تفسير الخطّين والنجمة (سنرى رأي Peppard في هذه العناصر لاحقاً) وتساءل فيما إذا كانت هذه الأخيرة حليةً على صدر المرأة أم مطرّزةً على ثوبها.
اقترح Kraeling وغيره من الأكاديمييّن أنّ هذا المشهد يمثّل السامريّة على بئر يعقوب (يوحنّا الإصحاح الرابع الآيات الخامسة إلى الرابعة عشرة) ولكنّه مع ذلك تحفّظ (شأنه شأن Seston) مذكّراً أنّ المسيح غائب عن اللوحة بينما يتعيّن أن يحتلّ مكان الصدارة فيها. استبعد Kraeling احتمال أنّ الفنّان اعتزم رسم المسيح في الفراغ على يمين الناظر إذ لا يعقل أن تدير المرأة ظهرها إلى الربّ.
ليس موضوع "المرأة والبئر" أو العين حكراً على السامريّة في الكتاب المقدّس. هناك أيضاً رفقة (تكوين الإصحاح الرابع والعشرون الآيات الخامسة عشرة والسادسة عشرة):
وَإِذْ كَانَ لَمْ يَفْرَغْ بَعْدُ مِنَ الْكَلاَمِ، إِذَا رِفْقَةُ الَّتِي وُلِدَتْ لِبَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ امْرَأَةِ نَاحُورَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ، خَارِجَةٌ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا.
وَكَانَتِ الْفَتَاةُ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ جِدًّا، وَعَذْرَاءَ لَمْ يَعْرِفْهَا رَجُلٌ. فَنَزَلَتْ إِلَى الْعَيْنِ وَمَلأَتْ جَرَّتَهَا وَطَلَعَتْ.
لدينا أيضاً قصّة يعقوب وراحيل (تكوين الإصحاح التاسع والعشرون الآيات التاسعة إلى الحادية عشرة):
أضف إلى هذا وذاك أنّ ذكر "الفتيات على عيون الماء" متواتر في التراث الشعبي والغنائي والأمثلة عليه أكثر من أن تعدّ حسبي أن أذكر منها أغنية الصبّوحة "لمّا عا طريق العين" ونصري شمس الدين "على عين الميّة يا سمرا" والسيّدة فيروز "آلو العدا عا العين لا آيتو".
William Seston. L'église et le baptistère de Doura-Europos.
Michael Peppard. The World's Oldest Church. Yale University Press 2016.
No comments:
Post a Comment