احتلّ هذا المشهد النسق الأعلى من الجدار الجنوبي لبيت معموديّة كنيسة دورا أوروپوس أو الشطر الأيمن من هذا النسق على أقلّ تقدير.
يظهر المخطّط الملحق بقايا اللوحة فوق لوحة "السامريّة" على البئر ثمّ (من اليمين إلى اليسار) الباب المؤدّي من غرفة المعموديّة إلى ردهة الكنيسة الخامسة وأخيراً المحراب المنصّف للجدار القبلي فوق لوحة داود وجليات (جالوت). تختفي آثار اللوحة تماماً بعد ذلك ولا ريب أنّ التلف الذي آتى على شطرها الأيسر يعود إلى المنحدر الدفاعي الذي أقيم أثناء حصار الساسانييّن للمدينة.
يقتصر التوثيق الفوتوغرافي لهذه اللوحة على صورة يتيمة التقطت أثناء التنقيب في ثلاثينات القرن الماضي قبل ضياع آخر أثر لهذه اللوحة التي لا نعلم فيما إذا شحنت إلى Yale في الولايات المتّحدة أم أنّها كانت من نصيب متحف دمشق الوطني. النتيجة مع شديد الأسف واحدة ما لم يتمّ العثور عليها بقدرة قادر وهذا شبه مستحيل إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ تقرير Kraeling يعود إلى منتصف الستّينات.
يعتمد الوصف إذاً على صورةٍ بجودةٍ لا يعتدّ بها + ما كتبه Hopkins قبل تسعين عاماً في صددها. ذكر هذا الأخير "كتلةً من الأشجار الخضراء والحراج". لا يوجد أي إشارة إلى أشكال بشريّة في اللوحة ومن المعروف أنّ مشاهد المناظر الطبيعيّة غائبة عمليّاً في فنون دورا وبالتالي فلا بدّ أنّ وجودها هنا متعمّد بهدف ترجمة عبرةٍ ما (كما في لوحتيّ الراعي الصالح وآدم وحوّاء). وصل Kraeling إلى نتيجةٍ مفادها أنّ اللوحة تمثّل الحياة الآخرة (الفردوس أو الجنّة) وبالتالي مكانها الطبيعي بعد اللوحات التي تصوّر معجزات المسيح في الحياة الدنيا على النسق الأعلى للجدار الشمالي ولربّما أيضاً الشرقي.
No comments:
Post a Comment