رأى اللاهوتيّون السوريّون في الرجل الذي أقعده المرض (مرقس الإصحاح الثاني الآيات الثالثة إلى الثانية عشرة) صورة "الآثم رازحاً تحت وطأة الخطايا التي اقترفها" على حدّ تعبير ثاوفيلس الأنطاكي. المفلوج الذي تخلّى عنه الناس وعجز - لمدّة ٣٨ عاماً - عن الوصول إلى بركة بيت حسدا إلى أن شفي بكلمةٍ من يسوع ما هو في عرف أفرام السرياني إلّا البشريّة الآثمة التي لم يستطع الشرع القديم (أي شريعة موسى) أن ينقذها إلى أن غسل ماء العمادة المسيحيّة عنها آخر آثار الخطيئة. لم يذكر أيّ من هؤلاء المؤلّفين تطوّراً نفسيّاً تدريجيّاً بقود المخطئ بخطىً وئيدةً إلى الصراط المستقيم إذ تتجلّى المعجزة في نظرهم خصوصاً بفجائيّتها: الإيمان شرط لازم للخلاص بيد أنّ غفران الخطايا ضروري قبل العماد الذي سيؤدّي حسب ثاوفيلس إلى البيت الأبدي (الجامعة الإصحاح الثاني عشر الآية الخامسة). يمكن الحصول على هذا الغفران بمجرّد عبارة ويتّضح من قراءة المؤلّفين الآنفيّ الذكر أنّ هذا الدور (أي حقّ غفران الخطايا) حكر على الكنيسة ومنه نراهم يبدأون بتفسير الكتاب المقدّس كقاعدةٍ تستند عليها تعاليم الكنيسة وشعائرها وما تردّده وتؤكّده.
No comments:
Post a Comment