الوصف الآتي عن Kraeling:
لا زلنا في معرض وصف لوحة الجدار الغربي لكنيسة دورا أوروپوس المنزليّة (فوق جرن المعموديّة وتحت مظلّته) وهي كما رأينا للرّاعي الصالح باستثناء مشهد آدم وحوّاء في الأسفل على يسار الناظر وهذا الأخير هو موضوع اليوم.
الرسم صغير الأبعاد لا يتجاوز طول قاعدته ٣٥ من عشيرات المتر وارتفاعه ٢٨ عشير المتر. بهتت اللوحة مع مرور السنوات وانطمست تفاصيلها أو كادت وبالتالي استلزم شرحها الاعتماد على رسم Pearson التبسيطي الذي أخذ بعيد اكتشاف الكنيسة في ثلاثينات القرن الماضي.
نحن هنا إزاء روايةٍ مصوّرة للإصحاح الثالث من سفر التكوين، خصوصاً الآيات الأولى إلى السابعة. اللوحة مؤطّرة على جانبيها بشجرتين يتجاوز ارتفاعهما الحدود العليا للمشهد وبالتدقيق نرى انحرافاً للقسم الأعلى من الشجرة على يمين الناظر الهدف منه عدم تشويه قدم الراعي الصالح في المشهد الأكبر. تنصّف شجرة (شجرة المعرفة وعلّها نخلة) اللوحة الصغيرة ونرى عليها ثمرتين وعلى جانبيها حوّاء (على يمين الناظر ونميّزها باستدارات جسدها) وآدم (على اليسار) يمدّان يديهما لاقتطاف الفاكهة ويغطّيان عورتهما بمئزر من النبات أي ما ندعوه "ورق التوت". بلغ طول كلّ من آدم وحوّاء قرابة عشريّ المتر. هناك أفعى في أسفل ومقدّمة الصورة وأفعى ثانية أصغر منها على اليسار.
لا شكّ أنّ مشهد آدم وحوّاء أضيف إلى لوحة الراعي الصالح (التي يشغل بمعيّتها مكان الصدارة) بمعرفة وموافقة القيّمين على زخرفة غرفة المعموديّة الذين رأوا فيه مقدّمةً لا غنى عنها للّوحة الأولى الكبيرة كونه بكل بساطة يمثّل الخطيئة الأصليّة أفضل تمثيل.
أختم بنصّ الكتاب المقدّس:
فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ،
وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ الله: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا».
فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا!
بَلِ الله عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كالله عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».
فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ.
فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ.
للقارئ أن يحكم على مدى نجاح الفنّان في ترجمة قصّة سفر التكوين هذه إلى صور.
William Seston. L'église et le baptistère de Doura-Europos.
Michael Peppard. The World's Oldest Church. Yale University Press 2016.
No comments:
Post a Comment