يحتلّ جرن المعموديّة ومظلّته مع لوحة الراعي الصالح (التي ألحق بها مشهد آدم وحوّاء فيما بعد) الجدار الغربي لكنيسة دورا أوروپوس المنزليّة. الرسم الملحق يبيّن الجدران الثلاثة الباقية وهي حسب عقارب الساعة الشمالي ثمّ الشرقي ثمّ الجنوبي.
لوحات هذه الجدران موزّعة على نسقين أصابتهما أضرار جسيمة إبّان بناء المنحدر الدفاعي الذي تعرّضنا إليه ناهيك عن انصرام حوالي ١٨٠٠ سنة منذ تدشين الكنيسة. دمّر التلف النسق العلوي خصوصاً ومن المنطقي أنّ اللوحات غطّته بالكامل ولكنّنا لا نملك دليلاً ماديّاً على ذلك ومنه لجوء Kraeling إلى الحدس والتخمين.
نبدأ بالجدار الشمالي حيث تمتدّ لوحتا شفاء المفلوج ويسوع ماشياً على الماء على مترين. تتداخل هاتان اللوحتان إلى درجة أنّ أمواج اليمّ تبلغ قوائم سرير المفلوج أو تكاد. يلي هذين المشهدين فراغ من ثلاثة أمتار على القسم الأيمن من النسق العلوي لهذه الجدار. يمكن أن يتّسع هذا الفراغ إلى أربع مشاهد إضافيّة.
النسق العلوي للجدار الشرقي تالف بالكامل وإن أمكن - استناداً إلى نفس التحليل - تواجد أربع مشاهد إضافيّة على امتداده.
إذاً وصلت إلينا لوحتان (شفاء المفلوج والسير على البحر) وفقدنا إلى غير رجعة ثمانيةً من اللوحات. إذا قبلنا هذه الفرضيّة فهذا يعني أنّ عدد اللوحات على الجدارين الشمالي والشرقي كان أصلاً عشرة.
احتلّ مشهد الفردوس (؟ لنا إليه عودة) النسق العلوي من الجدار الجنوبي ومع الأسف لم يبق منه إلّا كل طويل عمر.
استخلص Kraeling من التحليل السابق احتمال تخصيص النسق العلوي للجدارين الشمالي والشرقي لسلسلةٍ من معجزات المسيح وهذا معقول إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ الأعجوبة الأولى التي اجترحها المسيح علانيةً (حسب الأناجيل الإزائيّة) هي شفاء المفلوج ومنه بداية الفنّان ومن وجّه يده بها.
الخلاصة توخّى من نفّذ اللوحات الانتقال من معجزات يسوع ونعمه الدنيويّة (المشاهد العشرة المفترضة على النسق الأعلى للجدارين الشمالي والشرقي) إلى نعيم الفردوس والحياة الآخرة (النسق الأعلى للجدار الجنوبي).
No comments:
Post a Comment