اتّخذ المستشرق الفرنسي Jean Sauvaget في مقال مرجعيّ (نشر عام ١٩٣٤ في مجلّة الدراسات الإسلاميّة) سويقة جيرون نموذجاً لحيّ دمشقيّ متكامل من الناحية الوظيفيّة. أنقل في الأسطر التالية تعريباً عن الصفحتين ٤٥٢-٤٥٣:
شعر الدمشقيّون (بعد سقوط الأموييّن وتدهور الوضع الأمني) بالحاجة للتكاتف والحياة بين ظهرانيّ معارفهم وأدّى ذلك سريعاً إلى زعزعة مركز المدينة التي أصبحت منذ ذلك الحين مكوّنة من حارات متجاورة ومؤلّفة من مناطق كتيمة تعيش كلّ منها معزولةً عن جاراتها. الحارة أشبه ما تكون بمدينة صغيرة لها مسجدها وطالع مائها وحمّامها وسويقتها (أي سوقها الصغير حيث تتوافر السلع الضروريّة) وشيخها وشرطتها (الحارس الذي يتحقّق من هويّة السكّان والزوّار ليلاً) وحتّى تحصيناتها (أبواب الحارات) وجيشها من الأحداث (فتية من أهلها). يفضّل أن يكون سكّان الحيّ من نفس الإقليم (الحوارنة مثلاً) أو نفس الانتماء الديني أو نفس القبيلة أو نفس الأسرة وكثيراً ما يكون أهالي الحارة على عداوة صريحة مع جيرانهم في الأحياء المتاخمة.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩ (الصورة).
Texte et plan: Jean Sauvaget. Esquisse d'une histoire de la ville de Damas. Revue des Études Islamiques 1934 pp 421-480.
No comments:
Post a Comment