Tuesday, February 16, 2021

العمارة الجوّانيّة‎

 

شهد النسيج العمراني في دمشق القديمة تغيّرات جذريّة في بعض الأحياء منها ما نجم عن كوارث غير متوقّعة من صنع الإنسان كما في حالة حيّ باب توما ومجزرة ١٨٦٠ وحيّ سيدي عامود (الحريقة) بعد القصف الفرنسي عام ١٩٢٥، ومنها من نجم عن سابق تخطيط وتدبير كما في تنظيم محيط الأموي في ثمانينات القرن العشرين دون التعرّض لسيّئات وإيجابيّات هذه الإجراءات. 


العمارة الجوّانيّة (شمال جامع بني أميّة) من أحياء دمشق القديمة والعريقة وللوهلة الأولى يخال للمتأمّل في الصورة الملحقة (عن العلبي) أنّها حافظت بشكل أو بآخر على عناصرها التاريخيّة. علّ هذا كان صحيحاً حتّى أواخر سبعينات القرن الماضي أمّا اليوم فيهيمن عليها مقام السيّدة رقيّة بنت الحسين.


تاريخ هذا المقام غير معروف بالضبط وأفضل ما كتب عنه حتّى اليوم مقال بالإنجليزيّة للدكتور ياسر طبّاع في مجلّة Artibus Asiae نشر عام  ٢٠٠٧ زبدته أنّ هذا المقام (الذي توسّع على حساب بقايا المدرستين المقدّميّة والمجاهديّة الجوّانيّة) غير مذكور في ابن عساكر ولا ابن شدّاد ولا ابن عبد الهادي ولم يتعرّض له Sauvaire ولا Wulzinger & Watzinger (ربّما كان مردّ ذلك وجود ما هو أهمّ منه وأكثر استرعاءً للانتباه في نفس المنطقة). اعتبر العلبي هذا المقام مختلقاً من ألفه إلى يائه. 


مع ذلك لدينا نقش كتابيّ يشير إلى أنّ بعض مكوّنات هذا المقام تعود إلى القرن الخامس عشر على الأقلّ علاو ة على القبّة المملوكيّة الطراز أمّا عن متى أصبح البناء مكرّساً للستّ رقيّة فليس لدينا معلومات باستثناء نقش كتابي آخر يذكر اسمها بصراحة عام ١١٢٥ (١٧١٤ للميلاد) عندما جدّد "مقام السيّدة رقيّة ابنة سيّدنا علي...".






أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩ 




Yasser Tabbaa. Invented Pieties: The Rediscovery and Rebuilding of the Shrine of Sayyida Ruqayya in Damascus, 1975-2006. Artibus Asiae 2007

No comments:

Post a Comment