Saturday, February 6, 2021

النصيريّون والعلويّون



أوّل من قدّم لنا دراسة علميّة عن العلوييّن هو العلّامة الفرنسي René Dussaud (١٨٦٨-١٩٥٨) في كتاب عنوانه "تاريخ وديانة النصيرييّن" صدر عام ١٩٠٠. 


أعطى Dussaud عدّة اقتراحات عن أصل تسمية النصيرييّن أقدمها المذكور في كتابات الروماني Pliny (٢٣-٧٩  للميلاد) ومفادها أنّ مصطلح Nazerini يخصّ الأرض التي يفصلها نهر العاصي عن أفاميا وتوافق جبال العلوييّن حاليّاً أو ما عرف بجبل أو جبال بارجيلوس Mons Bargylus في القرن الأوّل للميلاد. إذا قبلنا هذا التفسير فتعبير "نصيريّة" يصف إقليماً (وليس طائفة أو ديناً) ويسبق الإسلام والمسيحيّة. 


يستعمل الكثير من الجهلة اليوم كلمة "نصيريّة" مع شديد الأسف بمدلول سلبي ولسبب أو لآخر استبدل هذا المصطلح بكلمة "العلويّة" مع مطلع الانتداب الفرنسي. أشار المستشرق البلجيكيّ المولد Henri Lammens إلى الظروف التي أحاطت بهذا التحوّل في الجزء الثاني من كتابه عن تاريخ سوريّا الصادر قبل مائة عام (١٩٢١ تحديداً) فقال:


قسّمت سوريّا إلى ثلاث دول منفصلة: دمشق وحلب ومنطقة العلوييّن إضافة إلى لبنان الكبير. تقع دولة العلوييّن بين البحر من جهة وسائر الدول السوريّة الثلاث من جهة ثانية. يشمل هذا الإقليم جبل النصيريّة الذين يدعون اليوم رسميّاً بالعلوييّن. أدّت هذه التسمية الجديدة إلى التباس نظراً لأنّ نعت العلوييّن أطلق سابقاً على الأشراف والسادة من سلالة علي بن أبي طالب أمّا عن اختياره مؤخّراً كتسمية للنصيريّة فبني بالدرجة الأولى على رغبات المعنييّن بالأمر (*). من ناحيتهم يأسف المؤرّخون على اختفاء التسميّة التقليديّة للنصيرييّن خصوصاً وأنّ هذه التسمية انتشرت انتشاراً واسعاً لدى جميع الكتّاب (الشرقييّن منهم والغربييّن) المهتمّين بالطوائف السوريّة الغامضة ولا جدال في كون طبيعة الاندماج (**) النصيري هي الأكثر أصالة بين هذه الطوائف. 



(*) لم يشرح Lammens من من العلوييّن/النصيرييّن طالب بهذه التسمية. 

(**) الاندماج syncrétisme هو استعمال عناصر من مختلف الديانات والمعتقدات لتكوين فكر جديد أو عقيدة جديدة. 



من هم النصيريّون؟ 




Territoire des Alawites


Henri LammensLa Syrie: Précis Historique II


 René Dussaud. Histoire et religion des Nosairis 



No comments:

Post a Comment