وتدعى أيضاً تربة الدحداح. يشوب الغموض تاريخ هذه التربة الواقعة شمال مقبرة الدحداح التي يفصلها عنها اليوم شارع بغداد.
أخذ العلبي هذه الصورة الملتقطة عام ١٩١٧ عن Wulzinger و Watzinger وكانت مهجورة عندما وصفها العالمان الألمانيّان.
تعرّض الفرنسي Jean Sauvaget لها باختصار شديد في كتابه "أوابد دمشق التاريخيّة" الصادر عام ١٩٣٢ فقال أنّها قبّة دفن جميلة مجهولة تعود لأواخر القرن الثاني عشر الميلادي ألحق بها قديماً مسجد. ارتأى عبد القادر ريحاوي أيضاً أنّها أيّوبيّة ولا شكّ أنّه استند في ذلك على طراز عمارتها: قبّة ترتكز على رقبتين تتناوب فيهما النوافذ مع المحاريب للسفليّة ثمانية أضلاع والعلويّة ستّة عشر ضلعاً أمّا بالنسبة للغرفة فهي ذات مسقط مربّع ويغلب عليها الوقار والبساطة كما في سائر العمائر الأيّوبيّة من هذا النوع.
أضاف قتيبة الشهابي في معجم دمشق التاريخي أنّ هذه التربة احتوت على أربعة أضرحة كتب على شاهدة أحدها "فخر الدين موسى ابن المولى السعيد الشهيد ناصر الدين منكورس المتوفّى سنة ٧٠٤ للهجرة" (الموافق ١٣٠٤ للميلاد).
نستنتج استناداً إلى التاريخ الأخير أنّ التربة استعملت في العهد المملوكي ولا يعني هذا بالضرورة أنّها مملوكيّة (المدرسة الماردانيّة في الجسر الأبيض مثلاً أيوبيّة ولكن دفن فيها أمير مملوكي بعد مرور أجيال على موت مؤسّستها).
أخيراً يتعيّن عدم الخلط بين منكورس المذكور أعلاه وبين الأمير ركن الدين منكورس الفلكي العادلي (مات ١٢٣٣ للميلاد) صاحب المدرسة الركنيّة شرق الصالحيّة.
No comments:
Post a Comment