Friday, February 19, 2021

العوامل الأمنيّة في تطوّر الحارة الشاميّة‎

 

أقتبس في الأسطر التالية عن مقال نشر بالفرنسيّة في مجلّة الدراسات الإسلاميّة عام ١٩٣٤ للمستشرق Jean Sauvaget. الصورة عن العلبي الذي لم يحدّد الجادّة قيد الحديث. 


تلى سقوط الدولة الأمويّة ثلاثة قرون من الفوضى شكّل انعدام الأمن خلالها العامل الأساسي في التطوّر العمراني حيث أصبح الناس العاديّون عرضةً للاستبداد دون ما يكفل وجودهم باستثناء سراب حماية التشريع القرآني, ودون ملاذ قانوني يدفع عنهم الظلم اللهمّ إلّا استنجاد لا يعوّل عليه بعدالة خليفة يقيم بعيداً عنهم على الدوام ممّا يجعل الوصول إليه متعذّراً من الناحية العمليّة. كان ردّ فعل الرعيّة والحال كذلك اللجوء إلى الضمانة الوحيدة للدفاع عن أنفسهم والمتمثّلة بالتعاون بعضهم مع البعض الآخر والتجمّع وفقاً للانتماء الديني والإثني وخصوصاً المهني. يمكن باتّباع هذا الأسلوب أن يدافع الناس بالقوّة إذا تطلّب الأمر عن أرواحهم وممتلكاتهم بل أكثر من ذلك: يستطيعون أيضاً أن يشتروا -بأغلى الأثمان- شفاعة وحسن معاملة الممسكين بمقاليد الأمور بغية تحسين وضعهم ولو إلى درجة محدودة.  





أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩ 



Texte: Jean Sauvaget. Esquisse d'une histoire de la ville de Damas. Revue des Études Islamiques 1934 pp 421-480. 

Damas: la ville médiévale

No comments:

Post a Comment