Sunday, February 7, 2021

تقسيم سوريّا


كانت بلاد الشام أو (سوريّا كما أسماها اليونان) عبر التاريخ من مكوّنات إمبراطوريّة ما سواءً تمركزت هذه الإمبراطوريّة حولها (كما في حالات استثنائيّة كالعهد الأموي) أو على بعد آلاف الكيلومترات في روما أو القسطنطينيّة أو المدائن أو غيرها. تقاسم الإنجليز والفرنسيّون البلاد في أعقاب الحرب العالميّة الأولى ويجري تقسيم هذا التقسيم تحت سمعنا وبصرنا اليوم بعد مائة عام من الأحداث التي تمخّض عنها الكيان السوري بعد الجلاء عام ١٩٤٦. 


أنقل في الأسطر التالية ما كتبه المستشرق الأب Lammens في هذا الصدد بما فيه طريقة تفكير الجنرال غورو وتعليق (بالأحرى تسويغ) لامانس لهذا المنهج: 


رسم الجنرال Gouraud في خطاب ألقاه في دمشق في العشرين من حزيران عام ١٩٢١ الخطوط العريضة لتنظيم الدول السوريّة. يستثنى لبنان من هذا التنظيم الاتّحادي (fédération):


 "وليس هذا التنظيم بالضرورة واحداً في كلّ الحالات ومن الممكن أن يتطوّر مع اختلافات طفيفة في دمشق وحلب واللاذقيّة حسب تفاوت سرعة التقدّم في البلد المعني. لا أشمل لبنان بين دول هذا الاتّحاد على اعتبار أنّ تقاليده الخاصّة تؤهّله لأخذ مسار مستقلّ". 


لهذا التحفّظ ما يبرّره في التطوّر الفكري والاقتصادي الذي بلغته بيروت "عقل سوريّا" وفي الشعوب التي يتكوّن منها لبنان الكبير وفي تجربة اللبنانييّن الطويلة في الاستقلال الإداري. لا تسمح هذه العوامل بالنظر إلى اللبنانييّن على قيد المساواة مع العلوييّن (الغالبيّة العظمى من النصيرييّن أمّييّن تماماً) فبالكاد بدأ التثقيف السياسي بين هؤلاء ولا تملك سلطات الانتداب تحت هكذا ظروف ضمانات مماثلة (للوضع اللبناني) تحول دون العودة إلى الفوضى التي سادت قديماً.    




La Confédération syrienne selon Henri Gouraud


No comments:

Post a Comment