حمّام مملوكي (؟!) مرّ عليه Écochard & Le Cœur مرور الكرام. الموقع قبر عاتكة ومصدر المياه بانياس والقنوات. كان الحمّام ناشطاً نهاراً فقط عام ١٩٤٠ واستقبل النساء والرجال بتعرفة تراوحت بين الإثنين إلى الخمسة قروش. بلغت الأجرة السنويّة التي دفعها المستثمر للوقف ثلاثمائة ليرة.
نقل العلبي عن مفاكهة الخلّان لابن طولون في العام ٩٠٧ للهجرة (١٥٠١-١٥٠٢ للميلاد): "وفي هذه السنة جدّد بحمّام الذهب الصغير إيوان غربي حصل به سعة وبشرقي داخله خلاء وبيض وزخرف فازدادت محاسنه".
الكلام هنا عن "حمّام الذهب الصغير" دون تحديد موقعه. هل يفهم من النصّ وجود حمّام آخر أي "الذهب الكبير"؟ هل الكلام عن نفس الحمّام في قبر عاتكة؟ النقطة الثانية كلمة "جدّد" التي تفسّر بأنّ الحمّام أقدم من مطلع القرن السادس عشر.
هذا عن تاريخ الحمّام أمّا عن وصفه فليس بحوزتنا إلّا نصّ مقتضب في كيّال (ص ١٢٢) يعلمنا أنّ الحمّام آل للتداعي في خمسينات القرن العشرين أو بعيدها وحوّل إلى قمّيم واتّخذت الدار المجاورة له حمّاماً أطلقت عليه نفس التسمية. أضاف كيّال - ثمانينات القرن العشرين - "وكان هذا الحمّام منذ ربع قرن لا يستحقّ اسم حمّام .... لقلّة الاعتناء به وسوء مخطّطه ... ومردّ ذلك أنّه لم يبن بالأصل حمّاماً ... وكانت مدخنته أوطأ من الدور المجاورة ممّا كان يسبّب إشكالات بين أصحابه والجوار .. ". نستشفّ من النصّ أنّ كيّال هنا يتكلّم عن "الدار المجاورة" التي أصبحت حمّاماً بنفس الاسم وليس عن الحمّام الأصلي.
آخر معلوماتي عنه من العلبي الذي كتب (١٩٨٩) أنّه أغلق في حدود ١٣٩٥ (١٩٧٥ للميلاد) "وقيل لنا أنّ جزءاً من إقميمه أدخل في جامع الذهبيّة المجاور ولا أمل في تجديده..".
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
منير كيّال. الحمّامات الدمشقيّة. الطبعة الثانية ١٩٨٦
Michel Écochard & Claude Le Coeur. Les Bains de Damas : Monographies architecturales. Imprimerie catholique 1942-1943.
No comments:
Post a Comment