Tuesday, October 4, 2022

عرس في حمّام النسوان

 


لا يعدو ما نقله Kelly عام ١٨٤٤ عن حمّام المسك اقتباساً شبه حرفي عن Addison الذي كتب في ثلاثينات القرن التاسع عشر مع إضافةٍ هامّة تعريبها الآتي: 


تعلّق أحياناً فوطة أو قطعة من القماش على باب الحمّام عندما تشغله النساء بهدف تنبيه المارّة والزبائن المحتملين إلى وجودهنّ. يحتلّ الجنس اللطيف البناء بالكامل في بعض المناسبات وعلى سبيل المثال عندما تزوره شابّة مخطوبة قبيل عقد قرانها. حدث من هذا النوع بالغ الأهميّة بالنسبة للنساء السوريّات والحمّام هو المكان الوحيد الذي يسمح لهنّ بالاجتماع والتسلية مع بعضهنّ وهو بمثابة الحفل الراقص أو الغنائي أو المسرح أو الأوبّرا (في الغرب). يعلن عن حمّام العروس قبل موعده بأسبوعين كما هو الحال في الحفلات الأوروبيّة الراقصة. من حسن الحظّ دعيت السيّدة de Lamartine إلى إحدى هذه المناسبات في بيروت وأعطتنا وصفاً لمشهد لم ولن ينظر إليه وجه ملتحٍ على الإطلاق. 


دعيت مئتا سيّدة من المدينة وأرباضها إلى هذه المناسبة وكان بينهنّ عدد من الأوروبيّات. وصلت كلّ منهنّ إلى المكان ومعها كالمعتاد صرّة ضخمة من البياضات. انتظمت النسوة في جماعات فوق البسط والوسائد في الدهليز وباشرت جواريهنّ الداكنات اللون والخادمات اللواتي استأجرنهنّ بنزع إزرهنّ ليظهرن روعة وبهاء ثيابهنّ الملوّنة وجواهرهنّ المتلألئة.


عزفت الموسيقى الصاخبة بعد أن وصل الجميع  وأطلقت نساء اقتصرت ثيابهنّ على طيّة واحدة من القماش الأحمر الشفّاف النواح والزعيق وأخذن بالعزف على الناي والدفوف. عزفت هذه الموسيقى طوال اليوم دون انقطاع ممّا أعطى هذا المشهد من القصف والمتعة طابعاً همجيّاً صرفاً من الجلبة والهذيان.


دخلت الفتاة المخطوبة برفقة أمّها وصديقاتها الشابّات حاليةً إلى درجة غاب معها جيدها وذراعيها ونحرها تحت سلاسل النقود الذهبيّة واللآلئ التي علّقت عليها كالأغلال. هرعت المستحمّات الجميلات إلى لقاء العروس وأخذن في خلع حليها وثيابها قطعةً بعد القطعة بينما شرعت الجواري في نزع ثياب سائر السيّدات لتبدأ مراسم الحمّام. واصلت الموسيقى عزفها وانتقلت جمهرة الحسناوات من ردهة إلى ردهة وسط النداءات والطقوس المتعارف عليها منذ أقدم العصور. تمّ تبخير السيّدات وغسلهنّ وتدفئتهنّ على غرار حمّامات الرجال ثمّ صبّ الماء المعطّر عليهنّ وأصبحن جاهزات للمتعة الكبيرة التي تنتظرهنّ من المرح واللعب وتطريش الماء في وجوه بعضهنّ بعضاً والضحك والثرثرة والزعيق وكأنّهن مجموعة من الصبية أطلق لهم العنان من المدرسة ليركضوا ويعبثوا. من حين لآخر تثير بعض المقالب ما يتجاوز قهقهة الفتيات المعتادة ويتضاعف الأثر بوقع الموسيقى المتوحّشة وكأنّها من عالم آخر. تقوم الجواري - بعد انصرام الألعاب المائيّة - بتنسيق ضفائر سيّداتهنّ النديّة ووضع العقود على أعناقهنّ والأساور على معاصمهنّ والحرائر والأثواب المخمليّة والسراويل على أبدانهنّ ثمّ يفرشن الوسائد على بسط نظيفة فوق الأرض ويأتين بالسلال والصرر الحريريّة الحاوية على مستلزمات السفرة من الفطائر والمربّيات - التي يتفنّن بها العرب والأتراك - والشراب وماء زهر البرتقال والمثلّجات التي يستهلكها أهل الشرق بكثرة. تقدّم الغلايين والشيشة إلى المتزوّجات ومن ثمّ تفعم الهواء سحابة من الدخان الزكيّ الرائحة. تغدق القهوة على الجميع بفناجين صغيرة في أوعيّة مزخرفة مذهّبة ومفضّضة وبالطبع ليس لنا أن نتوقّع أن تتوقّف ألسنة السيّدات عن الهذر في جوّ كهذا. أتى الآن دور الراقصات اللواتي دخلن وباشرن بالتلوّي على الطريقة المصريّة على الإيقاع العربي الرتيب لنفس الموسيقى التي عزفت سابقاً. انقضى اليوم على هذا المنوال وأخيراً حلّ الظلام ورافقت المحتفلات العروس إلى بيت أمّها. عادة ما يتمّ احتفال الحمّام هذا في اليوم السابق للزفاف ويسبقه موكب تتفاوت أبّهته حسب مرتبة وثروة المليحة وذويها.





حمّام المسك: المراجع 


حمّام المسك: الذكر الأوّل


حمّام المسك: البرّاني


حمّام المسك: الوسطاني


حمّام المسك: الجوّاني


حمّام المسك والنساء







Bain al-Misk en 1940


Bath al-Misk: Earliest Reference 


Bath al-Misk: Second Sighting


Bath al-Misk in 1835: Apodyterium 


Bath al-Misk: Tepidarium 


Bath al-Misk: Caldarium 


Bath al-Misk: Ladies' Turn


Syrian Bath: Brides and Matrons

No comments:

Post a Comment