Friday, September 30, 2022

حمّام المسك: البرّاني عام ١٨٣٥

 


الوصف الآتي تعريب عن Addison دون أي تنقيح أو تلطيف: 


المشهد الذي يصادفه زائر الحمّام الدمشقي للمرّة الأولى مدهش للغاية. تتوزّع مصاطب مغطّاة بالسجاجيد والأسرّة الصغيرة على جدارن الردهة الدائريّة ونرى عليها أو قربها هيئات متجهّمة خارجة عن المألوف إلى أبعد الحدود. من هؤلاء من استلقى يمارس التدخين ملتفّاُ بالفوط والمناشف ومنهم من هو جالس يرتشف القهوة. البعض يخلع ثيابه بمساعدة عبد أسود والبعض الآخر - عارٍ تماماً - يلفّ منشفة حول خصره قبيل دخول الحمّام. المنظر الإجمالي غريب وهزليّ إلى أقصى درجات الخيال إذ نشاهد الرؤوس المحلوقة (يحلق جميع المسلمين رؤوسهم "على الصفر" باستثناء خصلة من الشعر في ذروة القحف يتركونها اعتقاداً منهم أنّ ملاك القبر سيشدّهم منها عندما يحملهم إلى السماء في يوم الحساب) واللحى الرماديّة التي تدغدغ الصدور وأصحابها الملفوفين بالمناشف يترنّحون فوق زوج من القباقيب العالية وكأنّهم على وشك الوقوع وكسر رؤوسهم. يسير الزبائن نحو غرف الاستحمام مع جمهرةٍ من الصنعيّة ذوي السحنة الشمعيّة الكالحة حليقيّ الجماجم وعراةً بالكامل اللهمّ إلّا من فوطةٍ تلتفّ حول خصرهم يحملون حزماً من المناشف علاوةً على أقداح القهوة والغلايين والأراكيل. يبدو المنظر شديد الازدحام ويبقى مع ذلك صامتاً ومراسميّاً يثير البلبلة إلى أقصى الدرجات.


أتينا إلى استراحة جانبيّة خصّصت لنا وفرشت لهذا الغرض بالبسط وجهّزت لأجلنا ستّة أسرّة صغيرة على جناح السرعة مع الوسائد والأغطية التي فرشت فوقها. وضعت صرر ثيابنا الصغيرة إلى جانبنا ثمّ شرعنا بخلع ما علينا في حضور أجير عارٍ وقف قربنا يحمل المناشف قام بلفّ أحدها على خصرنا عندما شارفنا على خلع آخر قطعة ملابس على أجسادنا. الخطوة التالية كانت برمي منشفة طويلة على أكتافنا وثانية لفّت على رؤوسنا بشكل العمامة.


هممنا بالنزول من هذه المصاطب - واحدنا بعد الآخر - عندما أعطونا أزواجاً ممّا يسمّى القبقاب نرتديه في أقدامنا كي نحميها من البلاط الرخاميّ البارد. تراوح ارتفاع القبقاب بين القدم إلى القدم ونصف ولكنّي مشيت لا أكثر من ثلاث خطوات منتعلاً هذا الشيء المنحوس عندما فقدت توازني وهويت إلى الأرض وكان من الممكن أن أدقّ عنقي لولا أن إثنين من الصنعيّة استلقياني وثبّتا خطاي. تخلّصت من هذه القباقيب المقيتة على التوّ ومشيت صوب باب غرف الاستحمام عندما فوجئت بعصبةٍ من الأشقياء العراة حليقيّ الرؤوس دهنييّ السحنة والمظهر شاحبيّ الجلود ممتقعيّ الألوان يغطّيهم العرق. هرع هؤلاء نحونا مكشّرين يصرخون علينا ويثرثرون وينخسوننا بأصابعهم البيضاء الطويلة النحيلة. لم نفهم الهدف من هذه الهجمة وبالتالي أخذنا وضعيّة استعداد متأهّبين لتبادل اللطمات ولا ريب أنّ هذا كان سيدهشهم كما أدهشونا لولا تدخلّ الترجمان الذي شرح لنا أنّهم بكل بساطة يتنازعون شرف خدمتنا وانّه ما على كلّ منّا  إلّا اختيار الرجل الذي لا غنى عن خدماته بالداخل.








حمّام المسك: المراجع 


حمّام المسك: الذكر الأوّل









Bain al-Misk en 1940


Bath al-Misk: Earliest Reference 


Bath al-Misk: Second Sighting


Bath al-Misk in 1835: Apodyterium 

No comments:

Post a Comment