حمّام سنقر

 

لم يتعرّض كيّال إلى هذا الحمّام المندثر وهو غير مذكور بالاسم في دراسة الألمانييّن Wulzinger & Watzinger اللذين اكتفيا بتحديد موقعه في المربّع D 10 في خارطتهما للميدان والقول أنّه "حمّام يقع إلى الشرق من الشارع" (ص ١٠٠ من الأصل الألماني و ٢٠٤ من تعريب طوير). 

كتب العلبي عام ١٩٨٩ (خطط دمشق ص ٥٢١) أنّ الحمّام كان في باب مصلّى "وقد هدم أثناء الثورة السوريّة الكبرى من جرّاء القصف الفرنسي الوحشي لأحياء دمشق السكنيّة ولم يجدّد بعد ذلك وتحوّلت المنطقة التي كان فيها إلى ساحات وعمارات سكنيّة حديثة".

بالطبع من المحتمل أنّ الحمّام أصيب بأضرار جسيمة خلال القصف الفرنسي بيد أنّ هذا لم يمنع Écochard & Le Cœur من رفعه عام ١٩٣٣ مع التنويه أنّه كان آنذاك مهجوراً منذ فترة طويلة وأنّ المشلح A قد تلاشى وبالتالي صعب عليهما تحديد موقعه الدقيق: هل كان إلى جنوب الحمّام أم غربه؟ 

موقع الحمّام حسب الفرنسييّن على الجانب الشرقي لطريق الميدان وزيادة في الدقّة "في المكان الحالي لطريق المجتهد من الشرق إلى الغرب". مصدر المياه بانياس والقنوات. 

هناك قرابة بين مخطّط هذا الحمّام ونظيره في السلسلة سواءً في توزيع ردهاته المتمركزة حول قاعةٍ مثمّنة أو في أبعاد هذه الردهات. صنّف المستشرقان سنقر تحت باب "الحمّامات ذات التاريخ الافتراضي" وإن رجّحا أنّه يعود إلى القرن الثالث عشر أو مطلع الرابع عشر للميلاد بناءً على أوجه التشابه بينه وبين السلسلة وعزّزا رأيهما بزخارفه حيث نرى (كما هو الحال في حمّام السلطان أو الحموي) مقرنصات كبيرة تزيّن رقبة الردهة المثمّنة (أي الوسطاني C) ومحراباً niche في الزاوية مماثلاً في رقبة البرّاني B يأخذ شكل القوقعة أو الصدفة conque. 

لدينا - في جملة الزخارف - الرسوم الجميلة في محاريب الوسطاني وهي أيضاً مغطّاة بأشكال صدفيّة (الرسم الملحق).    

أرفق بالمنشور مخطّط الحمّام مع موقعه حسب الدراستين الألمانيّة والفرنسيّة. لا داعي للقول أنّني لم أعثر على أي صورة له ولا للموقع كما كان قبل "تحديثه".

أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩

الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير

منير كيّال. الحمّامات الدمشقيّة. الطبعة الثانية ١٩٨٦

Michel Écochard & Claude Le Coeur. Les Bains de Damas : Monographies architecturales. Imprimerie catholique 1942-1943.

Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.

Bain Sunqur