Tuesday, September 13, 2022

الحمّامات الرومانيّة والحمّامات الإسلاميّة

 


النصّ الآتي معرّب عن Degeorge.


مكوّنات الحمّام الشامي هي هي سواءً كانت من النموذج المتمركز حول الوسطاني centré أم من النموذج الذي تتالى مكوّناته على نفس الخطّ rectiligne: 


- باب المدخل وهو عادة متقشّف المظهر صغير الأبعاد ومنه إلى:

- المشلح A أو apodyterium (لدى الرومان) وهو عادةً مربّع الشكل مسقوف بقبّة ومزوّد بمصاطب خشبيّة فوقها وسائد ويتوسّطه بحرة ونافورة ماء. يخلع الزبائن ثيابهم في هذه الردهة وإليها يعودون بعد استحمامهم ملتفّين بالمناشف الساخنة النظيفة للاسترخاء واحتساء الشاي. 

- دهليز ينعطف مشكّلاً زاوية يبدأ بباب وينتهي بباب آخر ومنه إلى:

- الردهة الباردة أو البرّاني B (أو frigidarium الروماني). ليست هذه الغرفة مدفّأة وإن وصلتها بعض الحرارة من مكوّنات الحمّام المجاورة. يمكن أن يستعمل البرّاني مشلحاً خصوصاً في الشتاء وللزبائن المسنّين أو المرضى.

- الردهة الفاترة C أو الوسطاني (أو tepidarium الروماني). تلحق بهذه الردهة حجرات صغيرة تدعى المقاصير وتستعمل لمعالجة الجسد والغسل ونزع الشعر والحلاقة والتدليك ممّا قد يثير مختلف الأهواء وقد يؤدّي إلى ارتكاب الفواحش التي حذّر منها الأوصياء على الأخلاق ونهت عنها الشرائع (يستشهد المؤلّف هنا برواية Gustave Flaubert الذي تعرّض لتدليك مشبوه - في انتظار مقابل مادّي - في أحد حمّامات القاهرة عام ١٨٥٠ وبما كتبه قبله Lord Byron الشاعر  عام ١٨١٩ "الحمّام التركي قصور من الرخام للشراب واللواطة") . 

- من الوسطاني نأتي إلى الجوّاني D (أو caldarium الروماني) ويمكن أيضاً أن تلحق به مقصورة أو أكثر. يجاور الجوّاني السخّان (الخزانة F) ويتلقّى منه أو منها البخار مباشرةً عن طريق سلسلة من الثقوب في الجدار بينهما. حرارة الجوّاني مرتفعة ومنه استعماله لجلسات تعرّق تتفاوت مدّتها.

- عادة ما تتواجد المراحيض E بين المشلح والبرّاني. 

- الإقميم أو القمّيم G ويستعمل كوقود نشارة الخشب والروث والتبن ليولّد البخار ويسخّن الماء الذي ينساب في أنابيب إلى فسقيّات موزّعة في ردهات الحمّام وخصوصاً المقاصير.

تصريف الدخان يتمّ بواسطة قناة تحت بلاط الردهات الحارّة - شكل مقزّم من التدفئة التحتيّة hypocauste المركزيّة الرومانيّة - ويستمرّ في مدخنة تشمخ على ارتفاع خمسة إلى ستّة أمتار فوق أسطح الحمّام، بين البرّاني والوسطاني.



العزل من الأهميّة بمكان بغية المحافظة على الحرارة ومن هنا سماكة جدران الحمّام والحدّ من الفتحات فيها إلى أدنى درجة ممكنة. يستمدّ المشلح على الدوام تقريباً الضوء من فتحة مزجّجة (منور lanternon) في القبّة وأحياناً من شبابيك منخفضة على الواجهة. تقتصر إضاءة الغرف المدفّأة على فقاعات ampoules من الزجاج السميك مرصّعة في القبوات voûtes أو مثبّتة في نهاية أنابيب من الآجرّ المشوي تمرّ عبر جبلة السقف وتبرز نهايتها فوق عقد extrados القبوة. تبلغ سماكة الجدران حوالي المتر وهي عادة مبنيّة من الطوب moellon أمّا سماكة القبوات فهي وسطيّاً ٢٢ من عشيرات المتر ومعمولة من الآجرّ المسطّح لتشكّل بوارزاً encorbellements متتاليةً على ثلثيّ ارتفاع القبوة بينما يأخذ الثلث الأعلى شكلاً مشعّعاً rayonnant. كافّة الجدران الداخليّة (باستثناء المشلح الذي قد تظهر حجارته) مكسوّة بالجصّ والكلس. الزخارف دائماً وقورة ومتقشّفة وعادةً مقتصرة على المقرنصات كوسيلة انتقاليّة بين القبوات والأشكال المضلّعة (مربّعة أو مستطيلة أو مثمّنة أو إثنا عشريّة) لمختلف الردهات تحتها.


كان اختلاط الذكور مع الإناث في الحمّامات الرومانيّة هو القاعدة على الأقلّ حتّى عهد هادريان أمّا الحمّام الشامي فإمّا أن يكون مقتصراً على أحد الجنسين أو أن يستقبل النساء فقط أو الرجال فقط خلال ساعات أو أيّام معيّنة. يتطلّب تشغيل الحمّام طاقماً لا يستهان به:


- المعلّم الذي يجلس على مقعد خلف مكتب صغير في المشلح قرب الباب (كما فعل رفيق السبيعي عطّر الله ذكره في "حمّام الهنا").

- القمّيمي والوقّاد.

- عديد من الأجراء والصنعيّة وخصوصاً مدلّكين من الخبراء في فنّ طقطقة العظام والمساعدة على استرخاء جسم الزبون والحجّامين وكاشطيّ الجلود وأحياناً حلّاق ماهر في تشذيب اللحى وصبغها وحلق الرؤوس وتضميخها بالعطور والأدهان والطيوب.



المخطّط الأوّل لحمّام روماني في هرقلانيوم (عن الويكيبيديا الفرنسيّة) والثاني - لنا إليه عودة - لحمّام المقدّم في دمشق. 









Gérard Degeorge. Damas: des origines aux Mamlūks. L'Harmattan, 1997 (texte). 

Thermes romains (plan des thermes d'Herculanum)

Michel Écochard & Claude Le Coeur. Les Bains de Damas : Monographies architecturales. Imprimerie catholique 1942-1943 (plan d'un bain damascain typique). 


Des thermes et des ḥammāms

No comments:

Post a Comment