تواجد هذا الحمّام في العمارة الجوّانيّة شرق وشمال القلعة بين بابيّ الفرج الخارجي والداخلي. طرح العلبي ("خطط دمشق" ص ٥٣٣-٥٣٤) احتمل كونه حمّام ابن العماد الكاتب العائد إلى القرن السادس الهجري (الثاني عشر للميلاد) الواقع "مقابل باب الفرج الخارجي تماماً من جهة الجنوب" أمّا رأي Écochard & Le Cœur فقد تلخّص بأنّ الحمّام لا يملك من المواصفات المعماريّة ما يسمح بتخمين تاريخ بنائه ومن نافل الذكر أنّنا لا نملك نصوصاً تاريخيّة يمكن التعويل عليها.
تزوّد الحمّام بالمياه من بانياس وكان مفتوحاً للزبائن من الرجال فقط ليلاً نهاراً عام ١٩٤٠ عندما تراوحت تسعيرة الدخول للفرد بين قرشين إلى خمسة قروش أمّا الأجرة السنويّة التي دفعها المستهلك فقد بلغت ثلاثمائة من الليرات.
كتب كيّال عام ١٩٨٦ أنّ مستودعاً تجاريّاً شغل الحمّام "منذ حوالي ربع قرن" بينما علّق العلبي بعده بثلاث سنوات أنّ الحمّام بقي ناشطاً حتّى عام ١٣٦٥ للهجرة ( ١٩٤٥-١٩٤٦) عندما "تحوّل إلى محلّ للحدادة".
لم أنجح في الحصول على أي صورة لهذا الحمّام بالذات (الموقع على خريطة الفرنسييّن الملحقة) بيد أنّ المنطقة مشهورة ومزدحمة ومن المعروف أنّ باب الفرج (أو باب المناخليّة) يقع على مسافة خمسة وعشرين متراً من الزاوية الشماليّة الشرقيّة للقلعة وأنّ المسافة المتعرّجة الفاصلة بين بابيّ الفرج الداخلي والخارجي تبلغ ثلاثين متراً وأنّ الحمّام المعني يقع بين هذين البابين.
تعود الصورة الملحقة في تقديري إلى مطلع القرن العشرين (أرفق بالمنشور الصورة الأصليّة الكاملة مع قطعة منها تركّز على المكان قيد الحديث) . برج القلعة الشمالي الشرقي غنيّ عن التعريف وإذا سلّمنا أنّ البقعة الصفراء تحدّد موقع الجامع المعلّق بينما تحدّد الحمراء موقع جامع سنان آغا (وهو بالطبع غير جامع سنان باشا في باب الجابية) فلا بدّ أنّ حمّام المناخليّة يقع بينهما وأترك تحديده بدقّة أكبر لمن هو أعرف منّي بالمنطقة.
منير كيّال. الحمّامات الدمشقيّة. الطبعة الثانية ١٩٨٦
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
Michel Écochard & Claude Le Coeur. Les Bains de Damas : Monographies architecturales. Imprimerie catholique 1942-1943.
No comments:
Post a Comment