أوّل من ذكر حمّام المسك تحت هذه التسمية البريطاني James Silk Buckingham في كتابه "رحلات بين القبائل العربيّة القاطنة في الأقاليم الواقعة شرق سوريّا وفلسطين" (ص ٢٩٨-٢٩٩). صدر الكتاب عام ١٨٢٥ بيد أنّه يعكس معلومات ١٨١٦ كما ورد فيه. فيما يلي تعريبي لما كتبه المؤلّف في هذا الخصوص والنصّ الأصلي موجود في منشور مستقلّ لمن يرغب في المقارنة:
دمشق الخميس ٢٢ آذار (عام ١٨١٦).
ذهبنا صباحاً بمعيّة أحد خدم الدير إلى حمّام ممتاز حيث أمضينا سويعات ممتعة وبهيجة حتّى قرابة الظهيرة. يدعى هذا الحمّام حمّام المسك وهو ملك لأسرة أحمد بك (*) التي زوّدت باشاوات لمختلف أقاليم الدولة - الأوروبيّة منها والآسيويّة - أكثر من أي عائلة ثانية في تركيّا بأسرها. هذه الأسرة اليوم أفقر بكثير ممّا كانت عليه في الماضي رغم المناصب المجزية التي يتبوّأها كثير من أفرادها ممّن يحاولون الحفاظ على مظاهر العظمة التي يعتقدونها ضروريّة للإبقاء على كرامتهم وبالتالي لا يزالون بحاجةٍ لإنفاق أموال طائلة كما فعلو سابقاً. اضطرّت الأسرة - بهدف جمع هذه الأموال كما قيل لي - إلى فتح أبواب عدد من قصورهم وبساتينهم وحمّاماتهم للعامّة. كانت هذه الأملاك قديماً مخصّصةً لاستعمالهم الشخصي فحسب أمّا اليوم فهي تدرّ عليهم - ومنها حمّام المسك - ريعاً سنويّاً لا يستهان به. نستطيع إذا أخذنا بعين الاعتبار المبالغ الضخمة التي أنفقت لبناء هذا الحمّام والعناية الفائقة في تنفيذه، أن نعتبره وبحقّ من أفضل حمّامات المدينة وأعتقد أنّه أعلى منزلةٍ بكثير من أي حمّام رأيته في العاصمة المصريّة على الرغم من شهرة الحمّامات القاهريّة ووسائل الراحة فيها والكلفة الباهظة لدخولها.
(*) على الأرجح أسرة أحمد بك المذكورة هي آل العظم. ذكر Weber أنّ الحمّام كان قسماً من وقف سليمان باشا العظم وجّدده متري شلهوب بعيد ١٨٦٠ واستأجره حتّى ١٨٦٧ عندما كان بتولية خليل بك ابن أحمد بك العظم. دفع أحمد ابن سليم أفندي الشمعة إلى متري أفندي ابن ميخائيل شلهوب مائتيّ ألف غرش بتوكيل من سارة خانم بنت حسن آغا الكردي للحصول على امتياز استعمال الحمّام.
Stefan Weber. Damascus: Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808–1918, Proceedings of the Danish Institute of Damascus V 2009.
No comments:
Post a Comment