هذا الحمّام غير مذكور في كيّال باستثناء سطر أو سطرين نقلاً عن Écochard & Le Cœur اللذان كتبا (عام ١٩٤٢) أنّه "هدم قبل أكثر من أربعين عاماً" وأنّه كان في حيّ البحصة - سنجقدار وأنّه استمدّ مياهه من بانياس.
بالتدقيق في الموقع على خريطة الفرنسييّن يتبيّن أنّ الحمّام كان أسفل زقاق رامي (وعلى الأغلب أتت التسمية من هنا) على الزاوية الجنوبيّة الغربيّة من بناء العابد في ساحة المرجة حاليّاً. من المعروف (كما فصّل Weber في ص ٧٧ و ٢٦٧ من الجزء الثاني لدراسته عن دمشق في أواخر العهد العثماني) أنّ بناء العابد شيّد بين الأعوام ١٩٠٦-١٩١٠ على أنقاض قصر كنج يوسف باشا الذي أمر هذا الوالي ببنائه (١٨٠٨-١٨١٠) وهدم عام ١٩٠٦. هل يعني هذا أنّ تاريخ بناء الحمّام عاصر تاريخ بناء القصر وأنّه هدم معه؟ زوّدنا الدكتور Weber بالجواب (ص ٣٧ من الجزء الثاني) نقلاً عن سجلّ محكمة يعود إلى ١٢٧٠ (١٨٥٤ للميلاد) وهو أنّ الحمّام فصل عن قصر كنج يوسف باشا ليصبح حمّاماً عامّاً. بالتالي الحمّام عثماني وحديث نسبيّاً عندما هدم.
لم يخصّص العلبي بابا مستقلّاً لحمّام رامي ولكنّه ذكره (ص ٥٣٥) في سياق حديثه عن حمّام الناصري البرّاني (أو ناصري المرجة حسب كيّال). نقل العلبي عن ابن كثير أنّ بناء الناصري البرّاني يعود للنائب تنكز والعام ١٣٢١ للميلاد وعن الأسدي ابن قاضي شهبة أنّه جدّد عام ١٣٩٢-١٣٩٣.
ظننت لوهلة (إلى أن راجعت نصّ Weber) أنّ حمّام رامي هو نفسه الناصري البرّاني ولكن العلبي ميّز بينهما بالقول أنّ الناصري "خرب في حدود ١٣٥٢ للهجرة - أي ١٩٣٣-١٩٣٤ للميلاد - وخربت منطقة السنجقدار الذي هو فيها وهدم أيضاً حمّام رامي".
الحمّامان إذاً مختلفان: الناصري البرّاني مملوكي هدم في مطلع ثلاثينات القرن العشرين ورامي عثماني نقض قبله بثلاثين عاماً.
بالطبع لم أنجح في العثور على أي صور أو رسم له. هناك صور تاريحيّة لقصر كنج يوسف باشا هنا وهناك بيد أنّ الحمّام لا يظهر في أيّ منها.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
منير كيّال. الحمّامات الدمشقيّة. الطبعة الثانية ١٩٨٦
Michel Écochard & Claude Le Coeur. Les Bains de Damas : Monographies architecturales. Imprimerie catholique 1942-1943.
Stefan Weber. Damascus: Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808–1918, Proceedings of the Danish Institute of Damascus V 2009.
No comments:
Post a Comment