كان هذا الحمّام في حالة ممتازة إلى درجة الكمال عندما قام Écochard & Le Cœur برفعه عام ١٩٣٣ ليصبح مع شديد الأسف اسماً على مسمّى مع بداية الأربعينات. فيما يلي تعريب للدراسة الفرنسيّة المختصرة عنه:
الموقع الطرف القبلي لسوق مدحت باشا قرب حيّ اليهود.
لم يبق منه اليوم إلّا المشلح A المبقور بالكامل والذي يستعمل اليوم مرآباً. يشبه حمّام الخراب حمّام فتحي إلى درجةٍ كبيرة سواءً في الواجهة المهيبة أو الفسيفساء أو الزخارف. مخطّط الحمّام متجانس ويحتوي على كافّة المكوّنات المتتالية بشكل يشابه ما نراه في حمّام فتحي وإن لم يرق التوفيق بينها إلى ما نراه في هذا الأخير. مع ذلك يتعيّن التنويه إلى وجود قسم مستقلّ تماماً عن سائر الحمّام يدعى "حمّام اليهود" (١) على غرار ما شاهدناه في حمّام السلطان. يصعب القول فيما إذا شكّل حمّام اليهود هذا أحد مكوّنات الحمّام الأصلي أم أنّه أضيف لاحقاً وهو الأرجح في رأينا (كما هو الحال في السلطان) وأنّ هذا تمّ عن طريق تغيير وظيفة بعض الردهات الأصليّة. على الأرجح أنّ المدخل لم يكن من النقطة (x) وراء المصطبة ولكن بالأحرى في (y) أمّا الردهة Z فكانت أصلاً للمراحيض. وزّعت عناصر الحمّام الغنيّة بالتفاصيل في منتهى الإحكام ضمن الأرض المربّعة الشكل بغية تجنّب أدنى هدر في استعمال الفضاء المتوافر. الجدران قليلة الثخانة ومتساوية الأبعاد على ما يبدوا باستثناء نقاط ارتكاز المشلح. بنيت هذه الجدران على محورين حصراً وتعطي للبناء للوهلة الأولى انطباعاً نفعيّاً.
استعملت الأحجار المنضّدة عوضاُ عن الطلاء في داخل الحمّام وبني البلاط وأطر الأبواب من الحجارة الأبلقيّة التي أتي بها من المقالع حول دمشق.
يسمح لنا الشبه الصارخ بين زخارف حمّاميّ الخراب وفتحي بإرجاع بنائهما إلى نفس العصر أي النصف الثاني من القرن الثامن عشر (٢).
(١) تسمية "حمّام اليهود" أتت من استعمال الردهة لإزالة الصباغ désapprêter (؟) عن الأقمشة وهي مهنة - حسب Écochard & Le Cœur - مارسها اليهود والمسيحيّون إلى الوقت الذي صدرت دراستهما فيه في مطلع أربعينات القرن العشرين.
(٢) خطأ. قتل فتحي الدفتري عام ١٧٤٦ والحمّام بني في أربعينات القرن الثامن عشر.
No comments:
Post a Comment